خطوات رئيسية

عبد الرزاق أبو داود

TT

الجمود أساس التخلف، والتغيير هو الثابت المفرد بين آلاف المتغيرات، وحيث إن كرة القدم هي أهم رياضة، ومحط أنظار السواد الأعظم جماهيريا، فإن التغيير يعتبر رديفا أصيلا للممارسة الرياضية، ولما كانت كرة القدم السعودية رياضة ذات بعد شعبي متصاعد، فقد شهدت كثيرا من الاهتمام والتطوير في السنوات الماضية، وحققت إنجازات جيدة.. وقفزات كبيرة حتى وصلت إلى المحافل العالمية.. وهو أمر ملحوظ وموضع تقدير. وبما أن طبيعة العصر، وسرعة وأدوات التغير، وحركة المجتمع تستدعي شيئا من إعادة النظر في وضع كرة القدم السعودية بصورة منهجية مستمرة، وهو توجه لا يلغي وجود بعض عوامل «الوهن» التي أصابت جوانب من كرتنا السعودية، مما دفع بظهور دعوات متباينة تنادي بضرورة مراجعة «منهاجنا الكروي» الحالي بطريقة أكثر عمقا استجابة لمتطلبات المرحلة.

ولما كانت عملية التطوير معقدة وتتداخل فيها عناصر ومؤثرات متباينة، فإن معظم المتابعين يركزون على عدد من العوامل التي يجب أن تحظى بالتمعن والدراسة، ويأتي في مقدمتها: التدعيم المستمر للدوري الممتاز بصورة ثابتة ومبرمجة في ظل التغيرات والتوقفات واعتباره الأساس الأول في عملية التطوير؛ الاهتمام بالفئات السنية بالأندية من خلال برامج مشتركة يلتزم المعنيون بها على فترات محددة؛ تطوير عملية الدعم المالي المقدم للأندية فمن دونه لن يكون بالمقدر تنفيذ التطوير على الإطلاق؛ تطوير وتنسيق فلسفات وأساليب التدريب في المنتخبات والأندية من خلال برامج مشتركة؛ تدعيم الاستقرار الإداري والمالي في الأندية من خلال الالتزام بالمدد النظامية وأنظمة الصرف إلا في الحالات الطارئة؛ العمل على وضع برامج متفق عليها للمشاركات الداخلية والخارجية للأندية السعودية من خلال «روزنامة» رياضية ممتدة تتوافق مع المسابقات القارية والعالمية؛ العمل على تطوير التحكيم من كافة الجهات وإشراك الأندية والخبرات العالمية في هذا المجال واستمرار تجربة الاستعانة بالحكم الأجنبي وحماية الحكم الوطني ورفع مستواه؛ إعادة النظر في دور وممارسات الإعلام الرياضي وذلك من خلال لقاءات مشتركة بين اتحاد اللعبة والرئاسة والأندية ووزارة الإعلام والثقافة وممثلين للإعلام الرياضي وهيئة الصحافيين السعوديين؛ توفير الإحصاءات والمعلومات والبيانات والوثائق الرياضية عن كرة القدم السعودية من خلال اتحاد اللعبة وجعلها في متناول الجميع أسوة بالاتحادات المتطورة في العالم؛ دراسة مسألة الحضور الجماهيري في ضوء ما سبق ومحاولة إيجاد الطرق الكفيلة باستعادة الحضور الجماهيري الذي يعتبر عصب اللعبة وجوهر رونقها وأساس تفاعلاتها وحيويتها.

تلك وخلافها قد تكون خطوات رئيسية مقبولة إلى حد ما لإعادة النظر في وضع كرة القدم السعودية، والعمل على تطويرها، وعودتها إلى موقعها المرموق الذي اعتلته خلال الثلاثين عاما الماضية، والتي نأمل بحق ويقين في عودتها إليه عما قريب، غير أن هذه العودة بكل صراحة تتطلب قدرا غير قليل من المنهجية والتضحيات والانفتاح على كافة الاتجاهات والتيارات والاجتهادات للوصول إلى الهدف الذي يسعى إليه جميع محبي كرة القدم السعودية.