أسئلة على طاولة الهيئة

أحمد صادق دياب

TT

كنت أسأل نفسي كثيرا وبإلحاح، سؤالا ظل يفرض نفسه علي وبشدة، وكنت أخشى أن يسألني إياه أحد وأكون مجبرا على الإجابة. وحدث المحذور في ورشة العمل التي حضرتها في مقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حين فاجأني أحد أعضاء الوفد الآسيوي الذي طاف الملاعب السعودية بالمحظور. قال بكل براءة، على الأقل هذا ما بدا لي، لماذا أنتم منضبطون كثيرا في مباريات دوري الأبطال الآسيوي وغيرها من البطولات بينما في مبارياتكم المحلية لا يظهر هذا الالتزام الكلي بتطوير الأداء الخارجي لمحيط المباريات رغم قوة المباريات من الناحية الفنية؟.. وحتى أمنح نفسي فرصة للتفكير سألته عما يقصد، رغم معرفتي التامة بما كان يرمي إليه. قال بلا تردد من الملاحظات التي رأيناها في المباريات المحلية عدم وجود تصاريح نظامية واضحة تماما تحدد صلاحية تنقل أي كان داخل الملعب، عدم التزام المصورين بالأماكن المعتادة لهم، كثرة من يتجولون من وإلى أرضية ملعب المباراة بلا رقيب أو حسيب، المرور من على العشب لكل من هو في داخل الملعب، وهو أمر غير مقبول في كرة القدم الحديثة، لماذا يتجول مراسلو التلفزيون في كل أنحاء الملعب بلا حدود؟ بينما يفترض أن يكون لهم أماكنهم المحددة ووقتهم الذي يجب ألا يتجاوزوه، لماذا هناك أعداد كبيرة في غرف ملابس اللاعبين من الإداريين والجمهور والإعلام؟.. لماذا لم نشاهد أحدا وقد علق حول عنقه أو على طرف ثوبه بطاقة أو تصريحا يحدد من هو وماذا يعمل؟ لماذا تعتمدون على المعرفة بالوجوه كتصريح دخول لأي مكان؟..

وجدت نفسي أمام واقع لا مفر منه، وسحبتني بعض الأفكار اللئيمة واسترجعت في مخيلتي مشاهدة السعوديين في الخارج وهم يقفون بكل هدوء في الطوابير أمام الكاشير أو في محطة القطار أو في البنوك أو المطارات أو حتى وهم في سياراتهم في الخارج، بينما هنا يتضجرون من الوقوف والنظام، في أي مكان، ويتلفتون يمنة ويسرى بحثا عن وجه معروف يمكن أن يلتقطهم من النظام وينقلهم إلى الأمام، ويتجاوزون الجميع.

على العموم كانت إجابتي مقتضبة وقصيرة قائلا إن هناك توجها نحو تقنين الوجه المرافق لكرة القدم السعودية، وربما تكون هناك نتائج مرضية وقريبة جدا بنيت هذا الاستنتاج أو التوقع بناء على حديث مطول مع محمد النويصر المدير التنفيذي لهيئة دوري المحترفين السعودي.. والتي أعتقد أن عليها أن تبدأ في استحداث وتطبيق معايير ثابتة يمكن من خلالها تأمين الجانب المساعد على إخراج مباريات كرة قدم سعودية. أعتقد أن كرة القدم لدينا ناضجة جدا ومتقدمة ولكنها تحتاج إلى تطوير الجانب المرافق للعبة حتى نتمكن من تقديم مباريات كرة قدم متكاملة.