خيميائي الخليج..!

منيف الحربي

TT

الخيميائي هو الشخص الذي يحول المعادن إلى ذهب.. أيضا (الخيميائي) رواية رائعة كتبها البرازيلي باولو كويلو، وتدور أحداثها حول الشاب سانتياغو، راعي الخراف الإسباني الذي رحل طويلا للبحث عن كنز ثمين حلم أكثر من مرة أنه مدفون بجوار الأهرامات، قبل أن يعود أخيرا لبلدته ويجده تحت مكانه الأول حيث نام، وموضوع الرواية غوص في أعماق النفس البشرية وتحقيق مفهوم الأسطورة الشخصية «هناك حقيقة كبيرة في هذا العالم، فأيا كنت ومهما كان ما تفعله فإنك عندما تريد شيئا بإخلاص تولد هذه الرغبة في روح العالم».. ومما قال العجوز ملكي للفتى «عندما تريد شيئا فإن الكون بأسره يتضافر لتحقيق رغبتك»!!

من عالم الخيال إلى عالم الواقع، تتجسد الأسطورة الشخصية وأسرار العزيمة في (خيميائي الخليج) الشاب محمد بن حمد آل ثاني الذي لم يحلم نائما، بل حلم مستيقظا ثم خطط ونفذ وهو بكامل نشاطه الذهني.. سافر بطلنا بعيدا لتحقيق حلمه وعاد من سويسرا للدوحة يحفر ويبني.. يمحو ويكتب..!

الشيخ محمد بن حمد فاز قبل أيام بجائزة الإبداع الرياضي، وحقق بجدارة لقب الرياضي العربي الأول لعام 2010 وهو لقب مستحق دون شك لرجل لم يكتف بتحويل المعادن إلى ذهب بل حول الرمال لأنهار وتجاوز صناعة حلمه الشخصي إلى آمال أمة..!!

أتمنى أن يكون باولو كويلو بين حضور كأس العالم 2022 في قطر، لكي يرى أن بطل روايته ليس سانتياغو، وأن الواقع أحيانا يتحدى الخيال!

الفكر النصراوي

الحوار الصحافي الذي أجراه الزميل عبد العزيز الغيامة مع رئيس نادي النصر الأربعاء الماضي كان واحدا من أجمل حوارات الموسم، ولعل أبرز ما حمله هو صياغة فكر إداري يهتم بالداخل أكثر من تركيزه على الخارج، ويبحث في حلول قضاياه بدلا من الغوص في اتهامات الآخرين، ومما يبعث التفاؤل هو أنه لم تكد تمر على اللقاء 48 ساعة حتى كان النصر يتصدر الدوري وكأن في هذا مصادقة على أن التقدم الفعلي لا يكون إلا بتغيير الرؤية.

قبل شهرين تقريبا كتبت هنا أن النصر لا يعاني من أزمة مادية فقط بل يعاني أزمة فكر لا بد أن يتغير لتتغير النتائج، وإذا كان حديث الرئيس حمل «ملامح» فكر جديد فإن مما يزيد جرعة التفاؤل هو التصريح التلفزيوني الذي أدلى به أول من أمس الأمير منصور بن سعود لقناة «لاين سبورت» وحمل ذات التوجه الذي أتمنى أن يستمر كي يستمر التطور.

أي عمل هو نتاج فكر، وما لم يكن الفكر متقدما فلن يتقدم العمل!