المركز 81.. إنها أزمة إدارة؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

في يوليو (تموز) 2006 الماضي تراجع المنتخب السعودي الأول إلى المرتبة الـ81 بحسب تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأول من أمس أعاد الفيفا إلى الأذهان هذا الرقم إلى كل السعوديين حينما وضع الأخضر الكبير في هذه المرتبة مرة أخرى ليؤكد أن ما بين يوليو 2006 وديسمبر (كانون الأول) 2010 علاقة اسمها التراجع الواضح لمستوى الكرة السعودية!

في صفحات «لاغازيتا ديللو سبورت» الإيطالية، نشر بالأمس تقرير نقدي تحدث عن الكارثة التي تعيشها الكرة الإيطالية وسببها تراجع الآزوري في تصنيف الفيفا إلى المرتبة الـ14 وهو الرقم الأسوأ منذ عام 2000، بمعنى أن الفريق الإيطالي لم يتراجع بهذا السوء منذ 10 سنوات، لكنه فعل، خاصة في الستة أشهر الأخيرة، وتراجع من المرتبة الخامسة وحتى الـ14.

لست هنا بالمقارن بين وضعية الكرة الإيطالية والسعودية، للفارق الكبير بينهما، لكنني أطرح فكرة خشية الإعلام الرياضي من هذه الحالة في كلا البلدين.. تراجع كبير للآزوري في التصنيف وتراجع خطير وسيئ للمنتخب السعودي!

السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تتراجع تصنيفات منتخباتنا وأنديتنا؟.. السبب في رأيي ليس انعداما في المواهب الكروية كما يردد البعض، وليس تعصب الإعلام الرياضي، بل هو، وبصراحة، سوء إداري عام حل بكرتنا السعودية!

كيف تريدوننا أن نتطور في هذا التصنيف ونحن نواجه أتعس منتخبات العالم على الصعيد الفني؟!.. وكيف نطمح إلى الأفضلية ونحن غير قادرين على إقامة دوري زين بطريقة منتظمة بلا توقفات أو مباريات مؤجلة؟!

مشكلة الكرة السعودية في رأيي أنها تعاني من أزمة فكر وأزمة إدارة ولن تخرج من هاتين الأزمتين إلا عندما تعلن عن مشروع تطويري حقيقي، لا بتشكيل لجان كما فعلت طوال العقد الحالي!

المشروع التطويري الحقيقي للكرة السعودية ليس مجرد أوراق توضع في «الأدراج» بل حقائق عملية يجب أن تظهر للناس وللجماهير خلال فترة زمنية محددة.. يلمسها الرياضيون والمتابعون بعد أشهر قليلة من العمل بها.

بصراحة أكثر لن ألوم مسؤولي لجنة المسابقات ولا الانضباط ولا حتى الحكام أو اللجنة الفنية على الحال الذي وصلت إليه كرتنا السعودية، لأنني مؤمن تمام الإيمان بأن هذه اللجان «لا ناقة لها ولا جمل» فيما يحدث.. إنهم يا سادة ويا كرام مسيرون لا مخيرون.. غالبية القرارات ليست في أيديهم. وحتى تدركوا أن ما أقوله صحيح، عودوا إلى السنوات العشر الماضية لتعلموا أن الأسماء التي تعاقبت على هذه اللجان لم تفعل شيئا.. ذهبت وجاء غيرها وظل الوضع على ما هو عليه!

في تصوري أن السياسة الإدارية التي يسير عليها اتحاد الكرة السعودي يجب أن تتغير تماما.. فكرة الإدارة يجب أن تعاد صياغتها وإلا فستشاهدون المنتخب السعودي يغرد بعيدا خارج المائة في التصنيف العالمي! وتذكروا ذلك.. إنني أحذر! والله أعلم.

[email protected]