ليست انتصارات شخصية يا مدلج

موفق النويصر

TT

أطل علينا الدكتور حافظ المدلج، عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيس لجنة الاستثمار والتسويق، يوم الخميس الماضي عبر برنامج «طلة»، الذي تقدمه الإعلامية سمر صيداوي على «الرياضية» السعودية، منتقدا الإعلام الرياضي الذي أبدى اعتراضه على ما يقدمه خوسيه بيسيرو المدير الفني للمنتخب السعودي الأول.

وحقيقة، على الرغم من احترامي الشديد لشخص الدكتور حافظ، وتقديري لما يقدمه من طرح إعلامي عقلاني، فإنني أجد نفسي أحد أولئك الذين وجه لهم نقده، وخاصة حينما اتهم منتقدي بيسيرو بتحقيق مكاسب شخصية.

أعترف شخصيا بأنني أشترك مع الدكتور حافظ في محبته للنجم الدولي الموهوب يوسف الثنيان، ولكني أختلف معه كثيرا في ما ذهب إليه حيال تسليط الضوء على الأخطاء التي وقع فيها المدير الفني للمنتخب، بدءا من عدم استغلاله للفترة الطويلة التي أعقبت خروج المنتخب من السباق على التأهل لمونديال جنوب أفريقيا، مرورا بعدم وضوح نهجه التدريبي، وانتهاء بعدم قدرته على توظيف اللاعبين بالشكل الصحيح.

ولنبدأ بنحو 14 شهرا أعقبت خروج المنتخب من تصفيات كأس العالم. ما الفائدة التي تحققت للمنتخب، بخلاف أن 80 في المائة من اللاعبين السعوديين أصبحوا دوليين، بعد مباراة واحدة أو نصف مباراة أو تمرين؟

ومع إعلان معظم الدول المشاركة في نهائيات كأس أمم آسيا لأسماء لاعبيها المشاركين في البطولة، هل يستطيع الدكتور حافظ أن يخبرنا عن القائمة التي سيدخل بها السيد بيسيرو هذه البطولة؟

هل يعتقد الدكتور حافظ أن أسبوعا واحدا يبدأ في السابع والعشرين من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي وينتهي في الرابع من يناير (كانون الثاني) المقبل، كافيا لإعداد منتخب لم يشارك لاعبوه الأساسيون مع بعضهم منذ أشهر، إما بداعي الإصابة أو الوقف أو هبوط المستوى؟

هل يعتقد الدكتور حافظ أنه من المقبول أن يشارك المنتخب في كل أيام الفيفا بمباريات ودية دولية، ومن ثم يقرر المسؤولون عنه في اللحظة الأخيرة الاشتراك بتشكيلة جديدة لم تلعب مع بعضها طوال 14 شهرا؟

هل يعتقد الدكتور حافظ أنه من المقبول أن يشارك المنتخب في كل مباراة (ودية أو رسمية) بتشكيل جديد، آخرها كان أثناء بطولة «خليجي 20» باليمن؟

هل يقبل الدكتور حافظ أن يركن المنتخب السعودي للتعادل في جميع المباريات التي يلعبها تحت إشراف بيسيرو، ولا يبدأ في البحث عن الفوز إلا بعد أن يسجل فيه؟

هل يشعر الدكتور حافظ بأن المنتخب السعودي تحت إشراف بيسيرو، هو ذات المنتخب الذي كان يثير الرعب في قلوب الخصوم، أم أنه تحول إلى حَمَل وديع يتجرأ عليه الجميع؟

فهل بعد ذلك مطلوب من الإعلام الرياضي غض الطرف عن كل ذلك وكأن شيئا لا يحدث؟ ومتى يقترح علينا المدلج أن نتحدث عن هذه السلبيات؟ وهل يناسبه أن يكون ذلك بعد ضياع آخر بطولات الموسم؟!

بقي أن أهمس في أذن الدكتور حافظ بالتعلم من التجربة الأوروبية، وهو المنادي دوما بالاقتباس عنها، وكيف أن هذا الإعلام الذي لا يترك شاردة أو واردة في منتخبات بلاده، إلا ويقدم وجهة نظره حيالها، سواء وافق ذلك هوى القائمين على المنتخبات أم لا، أثناء البطولات الرسمية أو بعدها، دون أن يتهمه أحد بتحقيق انتصارات شخصية على حساب الوطن.

[email protected]