الرياضة.. عولمة الإنسانية

عبد الرزاق أبو داود

TT

أغلبيتنا يعي الصلة بين الرياضة والسياسة كظاهرتين بلا سمات متشابهة، والرياضة والسياسة تؤثر كل منهما في الأخرى بطرق مختلفة، والألعاب الأولمبية والمونديال والمسابقات العالمية الأخرى انعكاس بصفة ما للعلاقات الدولية، وهناك أمثلة على ذلك قبل وأثناء الحرب الباردة وبعدها. وتظهر الرياضة على أنها مؤشر جيد على حالة العالم سياسيا، ولعل مباريات تنس الطاولة بين الصين وأميركا في السبعينات - التي رتب لها كيسنجر كما يشاع - خير مثال على كيفية استخدام الرياضة في فتح مغاليق السياسة الصلدة.

الألعاب الأولمبية والمسابقات الرياضية الدولية ساعدت على مكافحة العنصرية والإرهاب عبر إفساح المجال لتلاقي الشباب من أرجاء العالم، بعيدا عن العرق أو الدين أو اللون، وعملت اللجان والمنظمات الرياضية العالمية والقارية والإقليمية على مقاطعة الدول التي تطبق مثل هذه السياسات الكريهة. كان أثر العمل الرياضي جليا في التأثير على مجريات السياسة الدولية عبر تنفيذ برامج تعليمية وثقافية واجتماعية وتوفير إعانات تطويرية في مجالات الصحة والبيئة ومكافحة البطالة والمخدرات بأشكالها، والمساعدة في إيقاف الصراعات العنصرية، ومساعدة اللاجئين، ومقاطعة الجهات التي تقوم بأعمال العنف، ومنعها من المشاركة في المسابقات الرياضية الدولية.

بادرت اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا بنشر الرياضات في العالم، وقدما المساعدات لتطورها، كجزء من عملهما بمساعدة الإنسانية، وكذلك الإسهام في قيام مجتمعات تهتم بكرامة وإنسانية وحقوق الفرد والجماعة. الظاهرة الرياضية المتنامية عالميا أسهمت في العولمة الإنسانية مما أدى إلى تزايد اهتمام الشباب بالرياضة، بعد أن كانت نمطا من الترف والتابو. إقامة الألعاب الأولمبية في مدن مختلفة أسهمت في تحسين البنية التحتية عبر تطوير الملاعب والمواصلات والاتصالات وتمازج الثقافات بطريقة أدت إلى تقارب عالمي ومعرفة أوثق بين الشعوب. وأصبحت الرياضة أحد الأسس المهمة في التأثير في السياسة إيجابيا، وشجعت استمرار هذا التوجه لمصلحة الأجيال المقبلة. بل ذهبت أبعد من ذلك كون ساسة الفكر والعمل السياسي يدركون أهمية الرياضة.. وضرورة الحصول على مودة وتأييد الجمهور وذلك من خلال تقديم الدعم للمنتخبات الوطنية.. وإقامة الحفلات عند تحقيق الانتصار.. سعيا لكسب التأييد السياسي.

على الجهات الرياضية العمل على كسب ود الجهات الرسمية لضمان تقديم مساعدات لبرامجها الرياضية، التي تسهم في تطور الشباب.. والعلاقة الوطيدة بين الرياضة والسياسة، والمنافع المتبادلة الناجمة عن هذه العلاقة تؤكد ضرورة تطويرها محليا وخارجيا لمصلحة كافة الأطراف. وتدبر ما كتب من أفكار ورؤى في هذا الصدد سيكون عملا يخدم الرياضة، ويسهم في استقرار الدول وتطورها. وبما أننا جزء من هذا العالم المتغير.. فإننا يجب أن نسهم مباشرة في عملية التعاون الرياضي الدولي والاستفادة من مردوداته الاجتماعية والثقافية والسياسية والرياضية.. في عالم متغير.. وأثبت التاريخ أهمية الرياضة كعنصر فاعل في السياسة الدولية.

* بانتصاره على الحزم والاتفاق بنتيجتين ومستويين كبيرين عاد الفريق الأهلاوي إلى الطريق الصحيح الذي سيمكنه إن استمر على نفس الأداء والروح والتكاتف من الوصول إلى موقعه الطبيعي إن شاء الله تعالى.