التوقفات.. متعة الدوري!

منيف الحربي

TT

بدأت كراسي المقدمة تأخذ وضعية شبه ثابتة، وملامح المنافسة تتشكل بصورة قريبة من الواقع.

المباريات المؤجلة غطت الترتيب بقناع مؤقت، وها هو الهلال ينزع القناع ويرسم الصدارة (بريشة ياسر) كما يشتهي محبوه، أيضا للشباب (القادم من الوراء) رصيد يؤهله لملامسة الوصافة.. لكن هذا لا يعني أن الأمر محسوم أو أن حظوظ الأندية الأخرى قد تلاشت، فالفرصة ما زالت مواتية للنصر والاتحاد والاتفاق، غير أن طبيعة الدوري (أقوى المسابقات) تضعف من أحقية فريق يتعادل سبع مرات ومع أندية أقل حضورا وإمكانات.

فترة ما بعد «خليجي 20» كانت جرعة مكثفة من الإثارة والأحداث الساخنة، على عكس ما توقعه المتابعون، وبناء عليه أتوقع أن تكون فترة ما بعد كأس آسيا بنفس الطابع الساخن المشدود، خصوصا وهناك مواجهات مفصلية ستعزز من حضور طرف على حساب آخر كمواجهة الهلال للاتحاد ولقاء النصر بالشباب، إضافة إلى عودة الأهلي الذي سيكون دوره حاسما في لعبة الحسابات المتباينة.

الفيصل هنا يكمن في برنامج كل نادٍ أثناء التوقف وكيفية استغلالها لدراسة حاجات الفريق بهدوء وبعيدا عن معمعة الصراع، ولتكون فترة التسجيلات الشتوية مبنية على تخطيط واعٍ وأمين.. وإذا ما عادت المسابقة بنفس الزخم فقد تصبح التوقفات من عوامل زيادة المتعة في الدوري (رغم سلبياتها المعروفة).

النصر كان بإمكانه أن يتربع على كرسي الصدارة وبفارق كبير لولا أنه نزف الكثير من النقاط تارة بأخطاء تحكيمية فادحة، وتارة أخرى بتقاعس لاعبيه ورعونة مدربه وإدارته، كذلك الاتحاد فرط بتوسيع الفارق المبكر ورفض إعلان نفسه مرشحا وحيدا وهو ينغمس في مشكلاته الداخلية ويرتهن لحاجز النقطة، والكلام ذاته ينطبق على الهلال الذي أضاع نقاطا كثيرة قد يندم عليها كثيرا، فهو لا زال يعاني من افتقاد شخصيته الفنية الطاغية.

الأسبوع المقبل سيكون حاسما في زيادة وضوح ملامح التنافس إذا ما خلا من مفاجئات قد تبقي بعض الظلال للتشويق!

«لاين سبورت»

حينما اختفت قنوات الـ«art» الرياضية شعر المتابع بشيء من الفقد المرير، وكأنه يسبح في فراغ إعلامي هائل، رغم الفضاء المكتظ. وفي أجواء التحسر جاءت قناة «لاين سبورت» الوليدة لتخوض تحديا ليس سهلا، فالصناعة الإعلامية محفوفة بمخاطر وحساسيات، ومرهونة بالقدرة على التجدد والتمدد، خصوصا حينما تحمل إرثا ناجحا ارتبطت فيه بشكل أو بآخر.

القائمون على القناة ليسوا بحاجة إلى الإطراء، فإمكاناتهم ومادتهم تقدمهم للمشاهد دون وسيط، لكن من حقهم أن نبارك جهودهم ونشد على أيديهم، فالإعلام السعودي لديه القدرة على المنافسة والتفوق إذا ما وجد المناخ الصحي، وهو ما يحدث مع القناة الجديدة التي تقف على خط التحدي بثقة وطموح.