ولكن.. هل هنا الاحتفال؟

أندريا مونتي

TT

خمس بطولات في عام واحد! ولكن هل هنا الاحتفال؟ في ليلية أبوظبي الدافئة كان خافيير زانيتي، قائد فريق الإنتر يرفع نحو نجوم الصحراء كأس بطولة العالم للأندية، التي تحمل إنتر ماسيمو موراتي إلى قمة العالم وتكتمل بها الأسطورة. إنها البطولة الخامسة لهذا الموسم غير العادي لفريق الإنتر. لم يستطع أيّ نادٍ إيطالي مطلقا الوصول عاليا هكذا. وبصراحة ليس المهم أن هذا الفوز جاء على حساب منافس أكثر تواضعا منه خطورة، فلقد شوهد في مونديال العالم للأندية ما هو أسوأ. إن الشيء الأكثر دهشة هو التدمير الذاتي الذي أطلقه مَن استطاع أن يحقق النشوة المنتظرة منذ 45 عاما. إن اللحظة العصيبة بالنسبة لفريق الإنتر ومدربه الإسباني رافائيل بينيتيز تسللت، في الواقع، خلال الاحتفال بهذه البطولة عن طريق الموقف الغريب الذي قام به الهادئ بينيتيز الذي قرر ارتداء زي المبيد «الترمينيتور». ولحسن الحظ أن قلوب جماهير فريق الإنتر التي احتفلت في ميلانو، حيث الصقيع، كانت ساخنة، وكانت مهتمة حقا بهذه المباراة. لقد كان الكاميروني صامويل إيتو، لاعب فريق الإنتر، على حق عندما صرح لجريدة «لا غازيتا ديللو سبورت» قائلا: «مباراة النهائي لا تلعبها، بل تفوز بها»، وهذا ما حدث.

أكرر أن هذا هو المهم بالنسبة للنادي واللاعبين الذين استحقوا هذه الكأس ولمن يرى كرة القدم مصدرا للسعادة. ولكن علينا الآن أن نتطرق إلى تداعيات هذا الاحتفال الغريب الذي أطلقت فيه النيران على نادي الإنتر. لقد قرر بينيتيز إطلاق سهامه في الوقت غير المناسب، ففي أحد المؤتمرات الصحافية كان بينيتيز طالب من ماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر، إما دعم الفريق بأربعة لاعبين خلال 10 أيام وإما التفاوض مع وكيل أعماله بشأن مكافأة نهاية الخدمة الخاصة به. ولكن رئيس نادي الإنتر، الذي اختار المدرب الإسباني، منذ أشهر مضت، تفاعل هذه المرة مع تلك التصريحات ببرود ضابط بريطاني تنهال عليه ضربات المدفعية. وهكذا الإنتر، بعد أن ودع إرثه من المصداقية مع جماهيره بالفوز بالبطولة الخامسة له خلال هذا العام، أصبح مرشحا لتحقيق رقم قياسي آخر أقل حسدا، ولنطلق عليه العصبية المزدوجة. الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا، ثم يرحل مدرب الفريق وبعدها جاء الإعلان الثاني الفوز ببطولة كأس العالم للأندية، وستذوب فكرة استبدال المدرب. وفي غضون ذلك تأتي أيضا هزيمة فريق روما لنظيره الميلان، الأمر الذي سيفتح من جديد أمام الإنتر الحديث عن بطولة الدوري المحلي.

من يدري كيف يرى الآن، من بعيد، أستاذ الرياضة الراحل كانديدو كانافو، مدير التحرير السابق لجريدة «لا غازيتا ديللو سبورت»، هذا الشأن؟ فبالأمس تم تدشين بئر باسمه في إثيوبيا حيث سيتم تقديم المياه إلى 500 شخص وإلى مدرسة تضم 700 طفل. يبدو أن أمس كان هو اليوم الكامل أفريقيّا، فلأول مرة يصل فريق أفريقي إلى نهائي كأس العالم للأندية، فلقد خسر فريق مازيمبي الكونغولي في المباراة النهائية للبطولة. لقد خسر اللقاء ولكنه احتفل وكأنه فاز باللقب. تماما كما يحدث بالنسبة للفقراء والعطشى عندما يصل الماء إليهم. الأغنياء والحمقى وحدهم ينظرون إلى الأمطار بغطرسة ويخسرون الاحتفال بهطولها. إنني أكره القصص التي تحمل خلفية تعليمية، ولكن هذا اليوم الرياضي ينطوي على قيمة أخلاقية بسيطة.