ماذا يريد الاتحاديون من ناديهم؟!

مساعد العصيمي

TT

لست بصدد تقديم آلية عمل وأطالب كل أنديتنا أن تعمل بها، ولست ممن يضربهم التشاؤم ويتوقعون الأسوأ حين ظهور أي سلبية مهما كان حجمها ووقعها، لكن ما يحدث في الاتحاد حاليا يكاد يضع عنوانا لمستقبله القريب، لا سيما أن آلية العمل الجماعي بين كل أطياف الاتحاد مختلفة والتناغم فيها مفقود، والسبب ليس نتاجا لتغيير إدارة أو لإخفاق مدرب في تبديلاته أو طريقة تعامله مع اللاعبين أو حتى لنتيجة سلبية أفرزتها مباريات دورية.

وسبب ذلك أن هناك انقساما قد حدث بين المنتمين إليه لم ينفك أن بدا وكأنه عنوان لتشاحن وبغضاء ورفض كل منهما للآخر، وبين هذا وذلك دأبت إدارة النادي على إعلان أنها مدركة لمسؤولياتها، وعلى الآخرين أن يتركوها في حالها! وهو ما جعل الأفراد المنتمين إلى هذه المؤسسة الرياضية سواء كانوا لاعبين أو إداريين وشرفيين أو حتى منتمين تشجيعا أو عملا يتوقعون أن ناديهم يعاني ويعاني، وهو ما ينتزع منهم الحماس والقابلية للاستمرار وفق معايير التألق والارتقاء.

ونشير إلى أن أي عمل يرتبط بتلك الإسقاطات أحسب أنه سيتضعضع ويفقد كثيرا من قوته، بل ومصداقيته في هذا النادي الكبير، لأن العمل الفني والإداري والقبول الشرفي مع الرضا الجماهيري كل متكامل خاضع لمتغيرات وضغوط، لكن لكي يأتي النتاج فلا بد من التوافق والتآلف.

ذلك ليس توقعا بقدر ما هو تعبير عما يحدث في الاتحاد، وهو ما يفضي إلى ارتفاع أصوات تؤكد أن هناك انقسامات وصراعات خلف الكواليس، وحاليا أمامها وأمام الملأ.. صراعات شرفية وإدارية.. كبرت لتوجد انقساما إعلاميا وتشاحنا جماهيريا.. كل ينتصر لحزبه، ويخطئ الآخر! هنا لسنا نتحدث عن كارثة ستحل بالاتحاد، رغم إيماننا بأن الاتحاد من الناحية العناصرية ليس اتحاد 2005 ولا 2006 ولا حتى الأعوام الثلاثة التي تليها وفقا لمنهجية الإحلال والتشبيب التي افتقدها ليرتكز الآن في عطائه على ثلة من المتقدمين عمريا.. إلا أنه من الجدير أن نشير إلى أن الخطاب الاتحادي الصادر من كل المختلفين لا بد أن يكون أكثر موضوعية وقدرة على التعامل مع الواقع الحالي، فتواصل النقد الجارح تجاه العمل الاتحادي يزيد من المعاناة، لأن ما هو فيه لا يصل إلى مرحلة الكارثة.. ولا حتى الأزمة.. بل يذهب إلى منهجية عمل معينة وتغييرات فنية تعيده إلى جادة التفوق.. ونتذكر أنه قد مرّ عبر تاريخ الاتحاد أزمات كثيرة أكبر وأعنف مما يحدث حاليا، وتجاوزها النادي بواسطة تكاتف المنتمين إليه إلى مزيد من الإنجازات والبطولات. أيضا على الإدارة أن تخرج من نفق المكابرة بأن فريقها قادر على المقارعة القوية لتبحث عن آلية عمل أكثر نفعا، ولا بأس إن بدأت من فترة التوقف المقبلة التي ستتوافق مع فترة التسجيل الشتوية، لأن النادي يحتاج إلى احتواء أولا ثم مواكبة لفعالياته.. فعلاج لنواقصه وسلبياته، ولا أحسب أن أي إخفاقات أو اختلافات مؤقتة ستهد كيانا بحجم الاتحاد. الاتحاد يحتاج إلى رجل حكيم من داخله.. ليقول: كفى.. وعلى الجميع أن ينقاد لمصلحة الاتحاد.

[email protected]