هل بيسيرو رجل المرحلة المقبلة؟

موفق النويصر

TT

بالأمس خلال متابعتي لحلقة من سلسلة حلقات أعدتها القناة «الرياضية» عن مشوار المنتخب السعودي في بطولات أمم آسيا، بدءا من بطولة عام 1984 التي حقق لقبها لأول مرة في سنغافورة، استوقفني كثيرا حديث الكابتن خليل الزياني، مدرب المنتخب في تلك الفترة، التي تسلم فيها مهامه التدريبية خلفا للبرازيلي ماريو زاجالو، أثناء بطولة الخليج السابعة في سلطنة عمان.

ما ذكره الزياني كشف أن علة المنتخب في تلك الفترة كانت إدارية وليست فنية، بعد أن أصر زاجالو على أن تكون جميع أمور اللاعبين مرتبطة به شخصيا، وبالتالي تم تهميش دور الراحل فهد الدهمش، مدير المنتخب آنذاك، فكانت النتائج السيئة انعكاسا للأوضاع غير السليمة التي كان عليها المنتخب.

إذا أردنا أن نسقط حديث الزياني على الوضع الحالي للمنتخب، سنجد أن الإدارة الحالية بقيادة فهد المصيبيح تتمتع بكامل الصلاحيات التي يتطلبها المنصب، وهي تقوم بدورها بحسب الإمكانات المتاحة لها، وقد حققت نجاحات لا ينكرها إلا جاحد، وهذا لا يمنع أن تسجل ضدها بعض الهفوات، التي لا تنتقص من عملها. غير أن العلة الحقيقية موجودة في الإدارة التدريبية للمنتخب، وتحديدا في البرتغالي خوسيه بيسيرو، الذي تولى الإشراف على الفريق الأول منذ نحو عامين تقريبا. وهي بالمناسبة لا تختلف كثيرا عن العلة التي كانت لدى المنتخب الأرجنتيني، المشارك في نهائيات كأس العالم 2010، فالأخير الذي كان يمتلك كتيبة من النجوم على شاكلة ميسي وتيفيز وماسيكرانو وأغويرو وهيغون، فشل في بلوغ الأدوار نصف النهائية، لأن مدربه دييغو مارادونا لم ينجح في توظيفهم بشكل سليم، فبأت جهود اللاعبين الشخصية في تحقيق النصر، وبخاصة في اللقاءات ذات الوزن الثقيل.

الأرجنتين التي ينتشر مدربوها في أنحاء العالم يقودون أندية ومنتخبات عالمية، فضلت الركض خلف عشقها لمارادونا «اللاعب» على حساب كفاءة «المدرب» القادر على قراءة الخصوم بشكل جيد، وتوظيف اللاعبين بشكل يحقق لها النصر، ومن ثم يجلب لها البطولة الأغلى في العالم.

كذلك الحال مع المنتخب السعودي، فبعد كارلوس ألبيرتو بيريرا وغابرييل كالديرون ومن قبلهم روبنز مانيللي، لم يقف على رأس الجهاز التدريبي للمنتخب اسم له وزنه في عالم التدريب، بحيث ينجح في تأسيس فريق قادر على الإمتاع وتحقيق النتائج.

ومن يدقق في خارطة المدربين الذين مروا على المنتخب الأول خلال أكثر من 30 عاما، يستطيع أن يلحظ أن معظم هذه الأسماء كانت مغمورة، باستثناء البعض مثل الهولندي ليو بنهاكر، والأرجنتيني خوسيه سولاري. ولا أعلم لماذا الإصرار دوما على الأسماء المغمورة، في حين أن العالم يتحرك في جميع الاتجاهات للظفر بخدمات مدربين من أمثال البلجيكي إيريك غيريتس أو الهولندي هيدينك أو السويدي أريكسون أو الصربي راجيفاتش.

شخصيا أعتقد أن اللاعب عندما يتدرب تحت قيادة مدرب ذي شخصية قوية ومؤثرة في ناديه، فإنه يقدم أفضل ما لديه. ولكن عندما يتجه للمنتخب ويتلقى تعليماته من مدرب ليست لديه ذات الشخصية أو متواضع الإمكانيات أو على أقل تقدير لا يتمتع بخبرة وكفاءة مدربه، فإنه بلا شك سيقدم أسوأ عطاءاته عندما يلعب مرتديا شعار المنتخب.

في تقديري أن المرحلة المقبلة بحاجة لقامة تدريبية تجيد إعداد اللاعبين ذهنيا وبدنيا قبل المباريات، ولديها الحلول أثناء المباريات، وتشارك في إعادة صياغة الأنشطة الكروية خلال الموسم، على أن تعمل تحت إدارتها أجهزة فنية لقيادة المنتخبات السنية الأخرى، وتتواصل مع الأندية لتذليل كل ما يعيق بناء كرة سعودية تتجاوز مرحلة المشاركة إلى المنافسة، والشواهد ماثلة أمامنا في كوريا الجنوبية واليابان. فهل تعي إدارة المنتخب ذلك وهي تخطط للمشاركة السعودية في كأس العالم 2014 بالبرازيل؟ أم أنها ترى في بيسيرو رجل المرحلة المقبلة؟