دعوهم.. ومن ثم حاسبوهم!

مساعد العصيمي

TT

جميع المنتخبات المتأهلة إلى أمم آسيا الآن في إطار منظومة إعدادية نهائية سواء ما يخص المباريات التجريبية أو أماكن الاستعدادات.

والمنتخب السعودي هو في الإطار نفسه، لكن ما نعلمه وما ندركه أن منغصات كثيرة تقلق برنامجه وتؤثر على إعداده، من أهمها الثقة الضعيفة التي يقابل بها لاعبو المنتخب من قبل الإعلام وثلة من المنظّرين، والسبب أن ما يمارسونه تجاه هذا المنتخب غير منصف أبدا لفريق يملك الأدوات الكفيلة بتحقيق المأمول.. إلا أن المعنيين أعلاه من الإعلاميين والمنظرين ما زالوا يعانون من ألم عدم التأهل إلى نهائيات كأس العالم.. وعليه كانت رسالة قائد المنتخب ياسر القحطاني واضحة وصريحة وهو يناشد الإعلام وكل المعنيين بأن يكونوا أكثر هدوءا في التعاطي معهم.

وبين هذا وذلك نعترف بأن هناك عدم ثقة في ماهية القيمة الفنية التي يقدمها المدير الفني البرتغالي بيسيرو، لكن كان جديرا أن نستعيد ولو بعض الثقة بعد دورة الخليج وإن لم يحقق كأسها لأنه قدم عملا جيدا سواء ما ذهب إلى نوعية المنهجية التي استخدمها أو توظيفه للاعبين، عمله كان كفيلا بأن يدفعنا لكي نعيد ترتيب آمالنا وتطلعاتنا تجاه هذا المدرب لا سيما أن تعبير القائد القحطاني يشير إلى إحباط من كثرة ترديد التوقعات الطائشة التي ترمي إلى التضعضع والخسائر.

هنا ومع مطالباتنا بالوقوف قلبا وقالبا مع الأخضر، لا ننشد الصمت المحكم تجاه المنتخب والأخطاء الظاهرة خلال فترة الإعداد الحالية، ولكن ندعو إلى التريث الإيجابي، فإن تفوق المنتخب السعودي فهو ما اعتاد عليه، وإن أخفق فلكلٍّ الحق بأن يعبر عن ما يراه تجاه الإخفاق، لكن أن نستبق الحديث بتوقعات لا تستند على حقائق بل على ألم أفرزه البعد عن المونديال الأفريقي فأعتقد أننا نحكم على مستقبل لم يتضح بعد.

هنا لست في محل جعل الجهاز الفني للمنتخب ولا المشرفين عليه، ولا حتى اللاعبين، أصحاب قدرات عالية وتفوقا ظاهرا، بل لست معنيا بالتأكيد على أن هناك عملا سليما وتخطيطا رائعا سبق بطولة عالية القيمة كما هي كأس أمم آسيا، لأني أومن، كما هم الزملاء المنتقدون، أنه كان جديرا بأن تكون آلية العمل والتخطيط لمنتخب كبير مرشح، كاملة الوضوح وأن يتم الإعداد لها منذ زمن، بحيث ترسم الخطوط العريضة لعلاقة المنتخب مع الأندية ومعها حسابات مشاركة اللاعبين مع فرقهم ومع المنتخب وفترات الراحة التي سينالونها، ناهيك عن أن الجدولة السليمة ستكون معنية بتفعيل وترسيخ ما يحتاجه المنتخب، لكن كل هذا أصبح من حسابات الماضي ومن غير الممكن إرجاعه.

ما نستخلصه من ذلك هو أن المنتخب السعودي ممثلا بلاعبيه والجهازين الفني والإداري مقبلون على فترة عصيبة تحتاج إلى كثير من الهدوء والتركيز، وجدير بأن يجدوا كثيرا من التعاون والأريحية من قبل الأندية ومزيدا من الدعم من الإعلام والمنظرين.

[email protected]