أهلا بالعقوبات..!

منيف الحربي

TT

تقول الإحصاءات إن الحكم فهد العريني تصدر قائمة أكثر الحكام منحا للبطاقات في دوري زين، حيث أشهر 71 بطاقة، منها 64 صفراء و7 حمراء وذلك خلال 11 مباراة قام بتحكيمها..!

الغريب أن الحكم ذاته، تغاضى (في مباراة النصر والتعاون) وبشكل صارخ عن منح لاعب الثاني منصور كور تيسي بطاقة حمراء أجمع المحللون على أحقيتها وذلك في الدقيقة التاسعة عشرة من الشوط الثاني، وكان قبلها بأربع دقائق تغاضى عن احتساب خطأ واضح جدا لفيغاروا عادت بعده الكرة مباشرة لتحتسب خطأ للفريق الضيف نتج عنه الهدف الأول!

لا أود الحديث عن جزئيات بل عن قضية أوسع، ولست هنا بصدد إحصاء قرارات الحكم الظالمة، خاصة تلك التي غيرت مجرى المباراة وأثرت على نتيجتها فالكل شاهدها.. لكني أشير إلى أنه في تلك اللحظات، وقبل نهاية اللقاء بنصف ساعة كان بإمكان أي متابع يسمع احتجاجات الجمهور أن يدرك مدى تكهرب الأجواء والتوتر الذي سببه الحكم، غير أن السيد العريني تجاهل كل ذلك وهو يصب الزيت على النار في آخر دقيقة حينما احتسب خطأ خياليا على سعد الحارثي ومن تلك اللعبة جاء البنالتي الخيالي الذي فجر الأوضاع!

نعم لتطبيق القانون وحماية الحكام، لكن لا وألف لا للأخطاء الكوارثية والتعامي عن رؤية الواقع، وتجاهل المؤشرات والإصرار على التصعيد والانسياق وراء الشحن حتى الوصول لنقطة الغليان والحقيقة أن الحكم ليس الوحيد الذي لم يوفق في قراءة الأحداث، فلجنة الحكام غامرت وهي تسند المباراة له في حين ما زال يعيش أجواء مواجهة الاتحاد والفيصلي ويعاني تداعياتها المثيرة!!

لجنة الحكام أيضا غامرت قبل أسبوعين عندما أسندت مباراة المتصدر ووصيفه (الاتحاد والاتفاق) لعباس إبراهيم بينما كان أفضل حكامها فهد المرداسي يدير مباراة عادية بين الفيصلي والوحدة، لذا لا يستغرب أن تكون نتيجة القرارات الخاطئة في المكتب، قرارات خاطئة في الملعب!!

الأحداث إذا لم تكن مفيدة في استقراء القادم وتلافي السلبيات، فتكرارها لا يمكن أن يؤدي لأي تحسن، من هنا لا أعتقد أن هناك من يعترض على العقوبات الكبيرة التي أوقعتها لجنتا (الانضباط والفنية) على نادي النصر فالمخالفات واضحة، لكن تحقق الفائدة وضبط النظام يستدعي أن تطبق اللائحة على الجميع، فهي تجاوزت سابقا تحت مبررات كثيرة والجميع يأملون أن لا تتجاوز لاحقا، لأن حدوث ذلك سيكون أمرا محبطا ومحزنا لأبعد الحدود.