نواف بن فيصل.. وحضور المسؤولية!

منيف الحربي

TT

الذين عرفوا الراحل الكبير الأمير فيصل بن فهد، رحمه الله (حتى من خلال الشاشة) يتذكرون حضوره الأخاذ وتدفقه الجميل بحديث المثقف المتمكن، وروح المسؤول الواضح، وتواضع الكبار الواثقين، ومن يتابع أحاديث الأمير الشاب نواف بن فيصل ومداخلاته الهاتفية وتعليقاته الإعلامية يتبادر لذهنه فورا المثل القائل: «هذا الشبل من ذاك الأسد».

مساء أول من أمس الثلاثاء أطل الأمير نواف بن فيصل على المتابعين عبر شاشة «القناة الرياضية» السعودية في لقاء مطول مع الزميل المتألق رجا الله السلمي، وهو امتداد لحضور سموه الإعلامي الدائم، وتجاوبه مع كل الاستفسارات دون مواربة.

الواقع أن الحضور الإعلامي لمسؤول بقامة ولباقة وذكاء نواف بن فيصل مطلوب جدا، خاصة في هذه الفترة التي تشهد طرحا ساخنا لقضايا كثيرة متداخلة، وتشهد كذلك مرحلة الإعداد النهائية لمنتخبنا السعودي الذي سيخوض بعد أسبوع مواجهات كأس الأمم الآسيوية في الدوحة.

تابعت اللقاء بحرص، وأعجبني إحساس المسؤول الذي يرفض أن تأخذ الحملات الصحافية زمام المبادرة نحو صياغة قرارات معينة لأهداف ضيقة، وقد كان الأمير نواف شفافا وهو يجيب على كل الأسئلة الحساسة دون انزعاج أو التفاف، مبينا أن القرارات التي تأخذها المؤسسة الرياضية كجهة رسمية لا يمكن أن تكون ردة فعل لطرح إعلامي قدر ما تأتي متكئة على نظام جلي ومواد قانونية معلنة.

تواجد مسؤول بحجم نائب الرئيس العام لرعاية الشباب وتواصله مع القنوات الإعلامية بمثل هذا الحضور البارع ساهم في إيضاح الكثير من الصورة وإزالة الكثير من التشويش، ووضع الأمور في سياقها الطبيعي بعيدا عن الاجتهادات الصحافية التي ربما قادتها الرغبة في تحقيق سبق إلى تجاوز بعض الخطوط وإشعال الحرائق!!

في ذات السياق جاء تدشين الموقع الإلكتروني الرسمي للاتحاد السعودي لكرة القدم كخطوة جيدة، وإن تأخرت طويلا، ونتمنى أن يكون الموقع إضافة ثرية وتبيانا لوجهة النظر الرسمية حيال الكثير من القضايا المتلاحقة، وأن يكون هناك تجاوب من مسؤوليه، مع التواصل المتوقع سواء من قبل المهتمين أو وسائل الإعلام المختلفة.

تحية للأمير نواف بن فيصل على حضوره الذي سد فراغا خلقته الإثارة حول معظم قضايا الساعة، فحملتها فوق ما تحتمل (لولا أنه بصدقه ووده أزاح عنها الظلال وعرضها للجميع ناصعة تحت شمس الحقيقة).

ما ينبغي على كافة الأطراف الأخرى هو أن يكون تفاعلها بنفس الروح والإحساس العالي بالمسؤولية.. مسؤولية الجميع تجاه هذا الوطن الغالي.