عندما يحرز لاعب ثلاثة أهداف في مباراة واحدة يقول الإنجليز إنه أحرز «هاتريك». وهو ما يعني أنه يستطيع أن يحمل معه إلى منزله الكرة التي لعبت بها المباراة. وقد حدث هذا يوم الثلاثاء الماضي عندما أحرز المتألق بالوتيللي تحت سمع وبصر المدرب مانشيني الذي غمرته السعادة ثلاثة أهداف في مرمى فريق أستون فيلا المسكين. ولعل هذه الكرة التي حصل عليها بالوتيللي ستجعله يشعر بقدر أقل من الوحدة في المنزل الكبير الذي يعيش فيه بمدينة مانشستر.
إن مَن ذهب من قبل إلى مدينة مانشستر، تلك المدينة التي تمتلئ سماؤها دائما بالغيوم والتي لا يميز فيها المرء بين وسط المدينة وضواحيها، يستطيع أن يفهم مدى رغبة الغرباء في عدم البقاء طويلا في تلك المدينة. ولا يستطيع أن يشعر في تلك المدينة الضبابية بالألفة إلى من ولد فيها. ويبدو استادا كرة القدم بمانشستر، اللذان يلعب عليهما فريقا مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي، كسفينتي فضاء عملاقتين مليئتين بالأضواء والدفء والحياة هبطتا إلى الأرض من عالم آخر. ويراهن سوبر ماريو بمستقبله على هذا الجانب من المدينة. فبعد أن ساهم بالوتيللي في فوز الإنتر بالثلاثية الشهيرة الموسم الماضي مع المدرب مورينهو، ترك فريق الإنتر ليلحق بمانشيني، المدرب الذي دفع به لأول مرة في عالم كرة القدم الراقية. وحتى الآن تميزت مسيرته مع الكرة الإنجليزية بلحظات انطلاق وتوقف. فقد أظهر بالوتيللي مع فريق مانشستر سيتي أنه يستطيع أن يكون حاسما وضعيفا، مبتسما ومستفزا، رائعا وصاحب أخطاء لا تغتفر. لكن مستواه يتطور باستمرار وقاد فريق مانشستر سيتي إلى قمة الدوري الإنجليزي (مؤقتا). لقد كان كريستيانو رونالدو هو الآخر يرغب في بداية لعبه مع فريق مانشستر يونايتد في الهروب من مدينة مانشستر من أجل رؤية سماء البرتغال، لكننا جميعا نعرف بعد ذلك كيف تألق وأصبح نجم الفريق الأول بلا منازع. وبالنظر إلى حاجة منتخب إيطاليا ومدربه برانديللي إلى جهود بالوتيللي، نتمنى أن يفعل اللاعب الشاب مثلما فعل كريستيانو رونالدو نجم فريق ريال مدريد الحالي. ولا داعي للقلق إذا كانت الصحف الإنجليزية تتحدث عن تصرفات بالوتيللي الغريبة والمتهورة بعض الشيء وعن احتمال عودته إلى إيطاليا. إن بالوتيللي لم يتجاوز بعد العشرين من عمره وما زال أمامه وقت طويل قبل العودة إلى ميلانو للعب في صفوف الميلان مثلما تحدثت بعض الصحف عقب تألقه في المباراة الأخيرة بالدوري الإنجليزي.