الأندية المأزومة والاستفادة من توقف الدوري

موفق النويصر

الأمير فيصل بن سلمان في صورة جماعية مع المتفوقين من أبناء «إنسان» في حفل تكريمهم الثلاثاء الماضي (تصوير: أحمد فتحي)
TT

جميل هو ذلك القبول الذي أبداه بعض الإعلام النصراوي بالعقوبات التي أقرت بحق فريقهم، نتيجة المخالفات الجسيمة التي صدرت عن رئيس ولاعبي وجماهير النادي، بعد لقاء النصر والتعاون في ختام الجولة الـ16 من دوري «زين» السعودي.

وجميل أيضا أن تتحكم لغة العقل وهي تنتقد المخالفات التي صدرت عن الحكم السعودي فهد العريني في لقاءي النصر والتعاون والاتحاد والفيصلي، ورصد عدد الأخطاء والبطاقات التي أشهرها الحكم للاعبي النصر والاتحاد خلال المباراتين، وكذلك عدد البطاقات التي منحها الحكم في 11 مباراة أدارها هذا الموسم.

ولكن ما هو غير مقبول، من هذا الإعلام، هو تجاهل الأخطاء التي صدرت عن حكم اللقاء تجاه الفريق الخصم (التعاون)، ليبدو الحديث وكأنه تعمد هزيمة الفريق النصراوي، وبالتالي أصبح مبررا ما صاحب نهاية المباراة من أحداث.

شخصيا لست في حل للدفاع عن الحكم فهد العريني، فلجنة الحكام أقدر مني على ذلك، إما بتأكيد القرارات التي أصدرها الحكم خلال المباراتين، وإما تخطئته على ذلك، ومن ثم اتخاذ ما تراه مناسبا بحقه.

ولكن لنسأل أنفسنا كرياضيين: هل تسير أمور فريقي الاتحاد والنصر، اللذين تذمرا كثيرا خلال الأيام الماضية من الحكم فهد العريني، بشكل صحيح، وبالتالي يكون حكم اللقاء هو السبب الرئيسي في تعثر مسيرتهما الكروية، أم أن هناك معوقات أخرى تعترض مسيرة الفريقين؟

إن كان الحال كذلك، فلماذا تقدم البرتغالي مانويل جوزيه بطلب إنهاء عقده مع اتحاد جدة، بعد تجربة الأشهر الماضية؟ ولماذا ألغت الإدارة النصراوية تعاقدها مع الإيطالي زينغا، إن كانت راضية عن العمل الذي قدمه المدربان؟

لا أختلف كثيرا مع من تحدث عن وجود أخطاء تصدر عن حكام المباريات، ولكن أختلف مع من يلقي بتبعات تعثره في مسيرة الدوري على التحكيم والحكام؛ فالأخطاء التي تصدر عن الحكام في جميع المباريات تصيب جميع الأندية، ولم يسلم منها أي ناد، كبيرا كان أم صغيرا. ولكن ما يختلف هو الكيفية التي تتم بها تهيئة كل فريق للاعبيه قبل وأثناء المباريات.

من شاهد لاعبي الاتحاد والنصر خلال اللقاءات السابقة، يستطيع أن يلمس حجم الشد العصبي الذي كان عليه اللاعبون، لتأتي قرارات الحكام المخالفة لتوقعاتهم بمثابة الماء الذي يصب على الزيت.

فليت المعترضين على الحكام يستفيدون من دعوة عمر المهنا، رئيس لجنة الحكام الرئيسية، لحضور اجتماع لجنة الحكام الشهري، لمشاهدة الكيفية التي يتم بها تقييم أداء الحكام على معظم المباريات التي صاحبها لغط إعلامي، وما إذا كانت اللجنة تسير في الاتجاه الصحيح للنهوض بالتحكيم والحكم السعودي أم لا.

أخيرا.. أتمنى أن تستفيد الأندية «المأزومة» من فترة التوقف الحالية، لمعالجة المشكلات التي اعترضت طريقها خلال الفترة الماضية، والعمل على غرس ثقافة «اللعب» من دون النظر للأخطاء التي يقع فيها الحكام أثناء المباراة، إذا رغبت أن تتجاوز كبوة خروجها عن النص.

[email protected]