صفقة النصر والهلال ..!

منيف الحربي

TT

مع يقيني التام بأن النصر تعرض هذا الموسم لظلم تحكيمي فادح إلا أن لدي يقين أكبر بأن الأخطاء التحكيمية لا يمكن أن تساهم لوحدها في إبعاد فريق أو حرمانه من المنافسة، فالأندية والمنتخبات ( في كل المسابقات والبطولات ) سوف تبقى تحت طائلة الأخطاء، العابر منها والمؤثر، بالتالي يجب أن تكون لدى البطل قوة فنية إضافية تقلل من أثر أخطاء قضاة الملاعب .

كنت ( ولا أزال ) من أول المنادين بتغيير الخطاب النصراوي الثوري، المندفع أبداً نحو التشكيك والمؤامرات ، وطالبت كثيراً بالتركيز على الداخل .. حل مشكلاته وإزالة عوائقه، بدلاً من الاتجاه للخارج ( حكام ولجان وإعلام ) أو الهروب للأمام على طريقة (وداوها بالتي كانت هي الداء )..!

صحيح أن الأندية كلها تسوق الاتهامات للتحكيم واللجان، وتمارس ما يمارسه النصر، لكنها تفعل ذلك بأسلوب مغاير وتعمل ( فنياً ) ما يعزز توجهها ( إعلاميا ) ، ولكي أكون أكثر دقة تخيلوا لو أن صفقة ضخمة تمت بين الجارين الأصفر والأزرق بحيث يتبادلان العناصر الأجنبية .. كيف ستنقلب المعادلة وتتغير موازين القوى حينما يلعب رادوي ولي يونغ وفيلهامسون ونيفيز في صفوف العالمي ؟ ، وكم سيعاني الهلال من وجود بيتري ورازفان وماكين وفيغاروا ؟

أعرف أن الأمور لا تقاس بهذا الشكل، فهناك جهاز تدريبي ومنهج إداري وسياسة تعامل.. وكل هذه العوامل تخلق جو عمل وشخصية مميزة تسهم في صياغة وجود محترم ومؤثر، لكني تعمدت تبسيط المسألة لشرح معاناة النصر الفنية الواضحة المتمثلة بحاجته لعناصر أجنبية فاعلة واستقرار نفسي ، وهو ما يجب أن تركز عليه إدارة النصر بدلاً من إشغال المدرج بمحاربة طواحين الهواء !!

الاندفاع النصراوي المنفعل ساهم في خسارة النصر لقضايا مهمة ووضعه في موضع الاتهام بدلاً إنصافه ، كما ساهم في حشره أمام استحقاقات عقود وشكاوى ومتطلبات جديدة في وقت حرج ، فالفريق كان يسير بشكل مقنع وبتطور تدريجي لا يحتاج معه لكل هذه الزلازل التي ربما هدمت أشياء كثيرة .

لست ضد إدارة الأمير فيصل بن تركي، فهي الأجدر لأنها قدمت عملاً مميزاً طوال الأشهر الماضية، لكني ضد انسياقها وراء الغوغاء وتفريطها بأشياء مهمة مقابل مكاسب مؤقتة لا تتجاوز الفلاشات الإعلامية والعناوين الرنانة، كما أني ضد ( دور المتفرج ) الذي يلعبه أعضاء الشرف وهم يكتفون بالتصاريح والتنظير .

باختصار النصر كان مقبلا على مشاركة مهمة وسط أوضاع شبه مستقرة ، وقد توقع الجميع مزيد من الهدوء لترتيب الوضع الإداري والفني.. لكنهم فوجئوا بعواصف من المشكلات المشتعلة التي لم تواجهها الإدارة سوى بسكب المزيد من الزيت !!