حينما سألني مذيع «العربية» الزميل لطفي الزعبي عن الإيجابيات التي تحملها زيارة السيد بلاتر للسعودية.. أسقط في يدي.. ليس إلا أنه وعبر أكثر من عقدين وهي الفترة التي تنامت خلالها العلاقة.. لم يجد اتحاد الكرة السعودي تلك المميزات والتفضيلات التي تعود الفيفا أن يقدمها للدول التي تدعم برامجه وحضوره.. كالتي وجدها غيره في الخليج.. بل إن ما قدمه السعوديون للفيفا يفوق الوصف، ويكفي أن نشير إلى بطولة القارات التي صنعتها السعودية وقدمتها على طبق من ذهب للفيفا.. ناهيك عن الدعم الكبير الذي لقيه السيد هافيلانج ومن بعده بلاتر.. بل إن الأخير قد جدد حضوره رئيسا للفيفا 1998 بعد الدعم الهائل من السعودية وقطر.. غير ذلك الكثير والكثير.. ربما يضيق المقام بذكره.. لكن في المقابل ماذا قدم الفيفا للسعودية.. الإجابة بلا شك ستنطوي على استفهام.. ولنكن أكثر وضوحا ونعيد صياغة السؤال وفق رؤية أخرى.. ماذا قدم الفيفا للسعودية قياسا بما قدمه لدول خليجية مجاورة.. الإمارات استضافت كثيرا من الاستحقاقات من بينها كأس العالم للأندية.. وكأس العالم للشباب.. وقريبا كأس العالم للناشئين.. غير المؤتمرات الجانبية.. والفعاليات اللافتة، وقطر في الشأن نفسه من حيث الأفضليات بطولات كأس عالم وأعضاء فاعلين ولقاءات ومؤتمرات كبرى للفيفا في الدوحة.. ودول خليجية أخرى نالت دعما لتنفيذ برامج تطويرية لكرة القدم.. وبعد ذلك ماذا عن السعودية.. ما نعلمه وندركه أن السيد بلاتر.. تعود أن يزور هذا البلد وفق زيارات بروتوكولية.. مجاملة.. اطلاع على علاقات وتوثيقها.. لم يخرج الشارع الرياضي الكروي السعودي بإيجابيات تنظيمية أو صفات تحلق بهذا البلد المهم على الخريطة الكروية الآسيوية.
بعد هذا أخشى أن يظهر علينا بعض المنظرين ليعلن عن خصوصية تحكمنا وعادات تربطنا تمنعنا من طرق أبواب التنظيم.. وعليه أليس في بطولة القارات وكأس العالم للشباب (1989) سبيل لدحض الادعاء.
قصارى القول إنه من المهم استثمار الزيارة بما يعود إيجابا على الكرة السعودية بتفعيل كل ما يحتاج إلى تفعيل.. لأن هذه الشخصية المهمة جديرة بأن تدعم كل من دعمها ووقف بجانبها.. ناهيك عن أن السعودية رقم صعب في العمل الكروي.. وعليه فمن الجدير استثمار طاقاتها ومقوماتها بعيدا عن رد الفعل السلبي، والاقتناع بما نحن عليه.. جدير بأن نعيد صياغة أفضلياتنا التنظيمية.. لا أن نقف متفرجين على ما يعمله الآخرون في الخليج.. لدينا قدرات وإمكانيات وشباب مؤهل قادر على العمل الإيجابي.. وعليه فلنستثمر زيارات بلاتر التي كثرت دون إيجابيات.