إدارة النصر والبيانات «الترقيعية»

موفق النويصر

TT

بيان عجيب غريب أصدرته إدارة العلاقات العامة بنادي النصر السعودي، اتهمت فيه الإعلام الرياضي بإخراج الحديث الذي أدلى به الأمير فيصل بن تركي، رئيس النادي، لفضائية أبوظبي الرياضية قبل أيام، عن سياقه الذي جاء به، وربطه بأمور بعيدة كل البعد عن مقصده الحقيقي، ويزيد من احتقان وتعصب الشارع الرياضي.

ولا أعلم عن أي سياق يتحدث مسؤولو العلاقات العامة بنادي النصر، أوليس الأمير فيصل بن تركي هو من ظهر بشخصه على الفضائية وقال إنه يمتلك مستندات تخص لاعبا مدانا بالمنشطات ولم تكشف عنه لجنة المنشطات السعودية، في حين أنها كشفت عن لاعب النصر حسام غالي، وإنه حصل على هذه المستندات من قبل بعض المعنيين في اللجان العاملة في الاتحاد السعودي لكرة القدم. الأمر الذي نفاه الدكتور صالح القمباز، رئيس لجنة المنشطات مباشرة وعلى ذات القناة، وأكد عدم صحة رقم الوثيقة التي ذكرها رئيس نادي النصر، وأنه من الصعب أن يكون هناك لاعب متنشط ويتم إخفاؤه.

أوليس رئيس النصر من صدرت بحقه غرامة مالية 300 ألف ريال لتهجمه على حكام مباراة فريقه مع التعاون.

أوليس رئيس النصر من نفى مغادرة سلمان القريني، مدير الكرة بالنادي، عن منصبه، ليصدر جوال النادي خبر تكليف ماجد عبد الله بالإشراف العام على إدارة كرة القدم، لتتسلل بعد ذلك أحاديث عن اشتراط الأخير عدة اشتراطات لقبوله بالمنصب، الأمر الذي نفاه الرئيس النصراوي مرة أخرى، لتتعثر المفاوضات وتنتقل بورصة الترشيحات بين محيسن الجمعان وعلي كميخ وصالح المطلق.

أوليس رئيس النصر من أكد للقناة «الرياضية» السعودية، قبل ساعات من إقالة مدرب الفريق الإيطالي والتر زينغا، استمرار الأخير مع الفريق لنهاية الموسم، ليفاجأ الجميع بخبر الإقالة يصدر عن المركز الإعلامي في اليوم التالي.

أوليس رئيس النصر هو من أكد في أكثر من مناسبة أن النادي لا يعاني أي أزمة مالية، ليفاجأ الشارع الرياضي بقائمة طويلة من المطالب المالية المتأخرة، لمدربين ولاعبين أجانب ومحليين وعاملين بالنادي، وبعضهم صعد ضد الإدارة بتقديم شكوى رسمية للفيفا. وليس حديث زينغا لصحيفة «ستايري» الرومانية ببعيد عنا، حينما أكد أنه لم يتسلم مرتباته منذ فترة بعيدة، وعندما طالب بها لم يقم أحد بالرد عليه، وأن هذه الظروف لم تحصل له قط طوال 50 عاما.

فهل بعد هذا كله تدعي إدارة العلاقات العامة بنادي النصر، أن الإعلام الرياضي يسعى لإخراج طرح رئيس النادي عن سياقه الذي جاء به، وربطه بأمور بعيدة كل البعد عن مقصده الحقيقي.

أما مسألة إثارة تصريحات الأمير محمد بن فيصل السابقة بين حين وآخر، فلهؤلاء: حققوا نصف ما حققته إدارة محمد بن فيصل مع الهلال ثم تحدثوا.

أخيرا.. أتمنى على الأمير فيصل بن تركي، وهو أحد مكاسب الكرة السعودية، أن يتخلى عن نظرية «الرجل الأوحد» القادر على القيام بجميع المهام وحده، والتي ينتهجها حاليا في إدارة شؤون النادي، والتي ستنعكس سلبا على جهوده في العودة بـ«العالمي» إلى وضعه الصحيح، مع تركه لمهمة الذود عن النادي لإحدى الشخصيات الخبيرة بالتعامل مع الإعلام، بدلا من سلسلة البيانات «الترقيعية» التي يقوم بها المركز الإعلامي، بعد كل تصرف يصدر عن إدارة النادي، والعمل على تقريب المخلصين من رجالات النصر، البعيدين قسرا عن البيت النصراوي، لمساندته في المهمة الموكلة له، قبل أن يتسع «الشق» ولا يمكن «رقعه» بعد ذلك.

[email protected]