زيارة في خُلد الوحدة!

هيا الغامدي...

TT

ما من شك في أن اهتمامات قيادتنا السياسية بالشأن الرياضي متواصلة ووافية شاملة ومتكاملة، كما أن قيادات المناطق وإماراتها سائرون على ذات النهج والمنهج، وما الزيارة التي تفضل بها أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل لنادي الوحدة إلا صورة من صور الدعم والرعاية والاهتمام الذي توليه قيادنا الرشيدة لشباب ورياضة الوطن.

سعدت ككل الرياضيين بالمنطقة بالزيارة الميمونة للأمير الشاعر، خاصة وأن الأمور الداخلية في البيت الوحداوي ليست بالوضع الذي يمكن الاطمئنان إليه، وبالتالي تفتقد الأوضاع (لرأس كبير) يلم الشمل ويوحد الكلمة ويجمع الآراء تحت فكر نير واحد، ولا أعلم كيف خطرت ببالي أيام خلت رسم من خلالها وخلد من ورائه ذكرى عطرة الأمير الراحل عبد المجيد بن عبد العزيز حينما تولى رئاسة أعضاء شرف النادي المكي، وكيف استطاع غفر الله له وأكرم مثواه بأياديه البيضاء وكرم عطائه نبذ الخلاف وجمع الشرفيين، والسمو بخارطة طريق النادي للموضع الذي توهجت فيه النتائج، سطعت وعلت للمربع الذهبي آنذاك..! ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد تراءت لي بالشبه زيارة أمير الكلمة ومهندس الفكر الاقتصادي الاستثماري خالد الفيصل الذي تأخر الوحداويون كثيرا في الوصول لتقديم الدعوة إليه، وهو المعروف بحسه الرياضي الشبابي وقدرته الإبداعية على رسم مسافات أبعد للتخطيط الاستراتيجي والإنعاش الاقتصادي من خلال نظرته الإستشراقية وبعد نظره وخطابه دائم الشفافية الذي يحضر بكل الأوقات.

وعلى الوحداويين طالما ابتدءوا خطوة التصحيح...(التقويم) لاعوجاج ناديهم أن يأخذوا ويعملوا وينفذوا ما استشفيناه من خطاب الأمير والتوجيه التربوي العملي الاستثماري، والخطاب الأبوي الذي يهم الكيان ورياضة المنطقة، وأكثر ما أعجبني في الخطاب الأميري الذي كان بمثابة ورقة عمل لتطوير النادي بعده عن الإطالة، وقربه من أقصر طرق للعلاج (الالتفاف)، وهي مسألة شدد عليها الأمير لعلمه وثقته وخبرته الطويلة بالشأن الرياضي الذي كانت له فيه إضاءات عدة، ومنابع كثر لازلنا ننهل منها سواء على المستوى الإقليمي (دورات الخليج) أو التنشيطي والسياحي (بطولة الصداقة الدولية)، والتطوير والتأطير والمنهجية والرؤى والأفكار والتطلعات من واقع الخبرة الكروية لسنوات العمل في الشأن الرياضي .

«الضائقة المالية» من أكثر النقاط التي أصابتها سهام «دائم السيف» بمقتل، الإعلان والتشريح والترشيح لأقصر الطرق لحلها، ولعلي أقف عند هذه النقطة بالذات، فالوحداويون مطالبون ببتر كل طريق للعجز المالي الذي شل حركتهم وأعاق تقدمها مؤخرا، وأسهم في (تهجير) عدد من الأسماء القوية التي أصبحت الآن روافد أساسية للمنتخبات السعودية، والفرق الكبيرة التي استفادت من تلك الخامات الجيدة، وهنا نربط الحديث بموضوع (الأكاديميات)، فمكة غنية بالمواهب الكروية التي تحتاج لمن يتبناها ويطورها منذ السنوات المبكرة!.

زيارة الأمير خالد حدث مهم لا لتاريخ الوحدة فحسب، ولكن لرياضة المنطقة التي تعمل الإمارة على وضعها هدفا استراتيجيا مع باقي منظومة العمل الاحترافي الاستثماري ككل، بالتوفيق (للفرسان) نتمنى أن تكون زيارة أمير المنطقة (وجه خير) على فرسان مكة شرفها الله.. أقدس بقاع الأرض!.

[email protected]