آسيا وفخر الانتماء

فيصل أبو ثنين

TT

بعد ثلاث وعشرين عاما تعود الكأس الآسيوية إلى الدوحة في تحدٍ جديد للكبار فيها، ولمعرفة المدرسة الكروية الرائدة التي تستطيع تحقيق ذلك الكأس، وإثبات علو كعبها على البقية. فالبطولة تزخر بالعديد من المدارس الكروية المختلفة من كل أرجاء القارة، فالشرق يمتاز بالسرعة والقتالية، والغرب بالمهارة والمتعة، واستراليا بالطابع الإنجليزي الخالص، وإيران بالقوة والهدوء، والوافد الجديد الفريق الهندي بدون ملامح واضحة. فالجميع في حالة ترقب وتشوق لبداية البطولة، والتي أتوقع أن تفوق كل البطولات السابقة نجاحا وتنظيما؛ لأن قطر هي من تنظمها، والتي أبهرت العالم أجمع بتفوق قدراتها المادية والبشرية، ونجاحها في تنظيم بطولات ومناسبات كثيرة.

ولكن الشيء الذي شدني أكثر في تلك البطولة هو روح الانتماء والفخر والتباهي بأسماء المناطق القطرية التاريخية، وبالحياة الفطرية فيها، وربطها بالبطولة كالتميمة التي تحمل اسم حيوان عزيز علينا كخليجيين؛ لأنه يمثل بيئتنا، والحياة الطبيعية لدينا وهو(الجربوع)، والذي نقدمه للإعلام بشكل حضاري يعكس فخرنا وانتمائنا بتاريخنا وطبيعتنا. فالدوحة تقدم البطولة بشكل مختلف عما اعتدنا عليه في السابق؛ لأنها قد أزاحت كل الأعذار التي تطلق عادة من الفرق من ناحية سوء الملاعب أو المواصلات أو السكن أو الطقس، فالمتابع للبطولة سوف يندهش من تلك الإمكانات البشرية والمادية التي وفرت لنجاحها، ومنها توفير باصات خاصة لكل فريق عليه شعار الفرق، وصور أعلامها والعبارة المعروفة والمحببة لكل فريق، في خدمة لم يسبق لها مثيل، كما أن الملاعب تعتبر من أرقى الملاعب في القارة بأسرها من ناحية الأرضية، أو الخدمات المقدمة داخلها، كما أن عامل الطقس يعتبر من أجمل الأوقات طوال السنة، كما أن السكن يتوافق مع الضيافة العربية المعروفة من ناحية الفخامة والراحة. فالجميع أمام تحدٍ جدي لتقديم كرة قدم حقيقية، وتنافس شريف يعيد متعة الكرة الآسيوية الغائبة، والتي يقول رئيسها بأنها لم تطبق 1% من الاحتراف حتى الآن، وحتى تثبت بأنها تستحق المقاعد الأربعة المخصصة لكأس العالم، فالأماني للبطولة بالنجاح ولمنتخبنا الوطني بالتوفيق، وتحقيق اللقب المحبب لنا، فالسعودية المرشح الأول دائما في البطولات الآسيوية لمواقفه المعروفة طوال تاريخها، ولكنه يحتاج للمزيد من الجهد والعمل والتوفيق من المولى سبحانه وتعالى.

بالزاجل

لم يكن التفاعل مع الحملة الخيرية لدعم النجم السعودي السابق خالد الرشيد شافاه الله وعافاه بمستغرب من الجميع، وخصوصا أعضاء شرف الهلال الذين تبرعوا وأصروا على عدم ذكر أسمائهم، وعلى الإخوة المتبرعين فنسأل الله أن يجعلها في موازين حسناتهم، ونهيب بالبقية في دعم تلك الحملة.

تسابق الأندية على جلب اللاعبين ودفع مبالغ طائلة، وخصوصا على الشبان يدل على ضعف اهتمامهم بالقاعدة، ومحاولة تغطية فشلهم بجلب تلك المواهب.

المتعارف عليه بين الأندية الكبار تنافسهم على جلب النجوم، والظفر بخدماتهم، أما التسابق على الصغار فهي تعتبر سابقة جديدة وغريبة؟؟.