المنتخب.. حضر الهجوم وغابت الأهداف

موفق النويصر

TT

أيام قليلة تفصلنا عن نهائيات أمم آسيا في دوحة قطر، وما زالت الشكوك تحوم حول الأداء المتوقع للمنتخب السعودي المشارك في هذه البطولة، حيث لعب الفريق ثلاثة لقاءات استعدادية مع منتخبات العراق والبحرين وأنغولا، لم يقدم فيها ما يبث الطمأنينة في قلوب أنصاره.

ثلاثة لقاءات شارك فيها جميع اللاعبين المنضمين للمنتخب، بمعدل 5 أو 6 تغييرات في كل مباراة، والنتيجة عقم هجومي، سواء بوجود ياسر القحطاني أو غيابه، بتقدم نايف هزازي في مركز رأس الحربة أو تأخر ناصر الشمراني، لعب مهند عسيري أو أصيب محمد السهلاوي. والهدف الوحيد الذي سجل في لقاء البحرين كان من رأس قلب الدفاع أسامة هوساوي.

من يتابع مباريات المنتخب الاستعدادية تصيبه الحيرة والدهشة، وهو يشاهد هدافي الدوري (ناصر الشمراني 12 هدفا، نايف هزازي 10 أهداف، ياسر القحطاني 10 أهداف، مهند عسيري 8 أهداف)، يعجزون عن تسجيل أي هدف لمنتخب بلادهم، في جميع المباريات التي لعبوها.

المشكلة أن هذا الغياب ليس وليد الصدفة أو قصرا على المباريات الاستعدادية، ولكنه سمة للأداء السعودي في جميع المباريات التي لعبها تحت إشراف البرتغالي خوسيه بيسيرو، والتي كان آخرها بطولة «خليجي 20»، حيث سجل المنتخب في هذه البطولة 6 أهداف، 4 منها في مرمى المنتخب اليمني، كانت من نصيب المدافع أسامة المولد، ولاعب الوسط محمد الشلهوب، والمهاجم مهند عسيري من ضربة جزاء تسبب فيها لاعب الوسط أحمد عباس، والمدافع مشعل السعيد، والمدافع القطري حامد شامي في مرماه، وأخيرا لاعب الوسط أحمد عباس في مرمى المنتخب الإماراتي.

الغريب أن يوسف السلطان معلق مباراة السعودية وأنغولا على «الرياضية» السعودية، كان يمني النفس طوال دقائق المباراة بتسجيل المنتخب لأي هدف، وكأن المشكلة ستنتهي بتسجيله لهذا الهدف، وليست في الكيفية التي يمكن أن يسجل بها اللاعبون خلال المباريات.

ما يعاب على أداء المنتخب هو غياب الاستراتيجية الهجومية، بحيث لا تستطيع أن تجزم بمقدرة الفريق على التسجيل من كرة ثابتة، أو ضربة ركنية، أو باختراق جانبي أو رأسي.

ومن شاهد المنتخب خلال المباريات الـ33 التي لعبها تحت إشراف بيسيرو، سيلحظ أن أول 20 دقيقة من عمر المباراة تشهد هجوما سعوديا مكثفا بغية تسجيل أي هدف، وعندما لا يستطيع ذلك، فإنه يدخل في مرحلة «العشوائية الهجومية» التي تنتهي إما بالتسجيل في مرماه أو الاكتفاء بنقطة التعادل.

كما لا يمكن أن تخطئ العين فقدان الفريق لخاصية التهديف من خارج منطقة الـ18، رغم وجود أكثر من لاعب يمارس هذه الميزة في ناديه، إضافة إلى تبعثر الأخطاء التي تسنح له بين اجتهادات اللاعبين، وغياب المنهجية الواجب اتباعها في مثل هذه المواقف.

حقيقة لا أريد أن أبدو متشائما، ولكن ما شاهدناه في المباريات الاستعدادية الثلاث، ومن قبلها مباريات رسمية وودية، لا يبشر بالخير، خصوصا أن المنتخبات التي سنقابلها تشهد مستوياتها ارتفاعا ملحوظا، ناهيك عن قدرتها على التسجيل في أي وقت وبأي طريقة.. فهل ستنطبق على المنتخب مقولة حضر الهجوم وغابت الأهداف؟ هذا ما ستظهره الأيام المقبلة.

[email protected]