من يفوز؟.. تشونغ أم الحسين؟

عبد العزيز الغيامة

TT

في الوقت الذي يدخل الأمير الأردني علي بن الحسين اليوم غمار المنافسة مع الكوري الجنوبي المخضرم تشونغ مونغ على مقعد الاتحاد الدولي لكرة القدم التنفيذي يدور في مخيلتي الكثير من الأسئلة وعلامات التعجب بشأن ضرورة وقوف العرب معا في مثل هذه الانتخابات التي دائما ما تلعب فيها التكتلات وحسابات المصالح والقوة وأصحاب النفوذ!

بدأت أرقب هذه اللعبة تقريبا منذ عام 1998 حينما فاز السويسري جوزيف بلاتر برئاسة الفيفا على حساب السويدي يوهانسون، والتي كشفت في تلك الفترة عن قوة العرب ونفوذهم حينما كان هناك الأمير الرياضي العريق والاستثنائي فيصل بن فهد بن عبد العزيز، رحمه الله.. هذا الأمير الكبير الذي خسرناه كثيرا كان رأس حربة العرب في التجمعات الدولية الكبرى، ولا هدف يمكن أن يسجل في مرمى الخصوم إلا وله نصيب منه، كيف لا وهو الخبير الدبلوماسي المحنك على كل الأصعدة لا الرياضة فقط؟!

اليوم ستكون هناك حرب تنافسية آسيوية بين الأردني الأمير علي بن الحسين وبعض معاونيه من العرب، والكوري الجنوبي تشونغ، على مقعد تنفيذي دولي. وحينما نتحدث عن التوقعات فإنها لا تذهب بعيدا عن تشونغ الذي يعرف أسرار اللعبة، خصوصا أن الأنباء تشير إلى وقوف رجل آسيا الأول محمد بن همام معه، وهم الأهم في رأيي.

أعود لأسئلتي وأقول: هل من الواجب أن يقف العرب معا في مثل هذه الانتخابات أم يفترض أن يكون هناك دور للمصالح وبالتالي دعم الشخص الأفضل بعيدا عن الانتماءات والشعارات الرنانة؟

لماذا تفرض علينا عروبتنا أن نلتقي ونجتمع معا حتى لو كنا نعرف أننا سنخسر المنافسة لأسباب كثيرة، منها تواضع الخبرة وغياب الاسم على الصعيد الآسيوي، وقبل ذلك ضعف العلاقات، وأخيرا وهو الأهم السبب الرئيسي في الترشح، هل هو عن قناعة أم بدافع من آخرين «رشح نفسك» ولا يهم ما هو قادم لتكون في النهاية خارج اللعبة والرياضة معا كما فعل البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الذي خسر كل شيء عقب سقوطه في انتخابات كوالالمبور أمام الأسد الآسيوي محمد بن همام.

أتذكر أنني انتقدت كل الاتحادات العربية التي سبحت ضد تيار القوة والمنطق والعقلانية حينما وقفت مع الشيخ سلمان ضد شخصية رياضية (محمد بن همام) عُرف عنها أنها لم تدخل صراعا أو تنافسا إلا وكسبته حتى ولو بفارق قليل، والتاسع من شهر مايو (أيار) من عام 2009 لا يمكن أن يُنسى، وأسالوا رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ومن هرولوا معه في تلك الأيام المحزنة لهم.

أجدد عودتي لأسئلتي للمرة الثالثة وأقول: هل من الواجب أن يكون الدعم للأفضل أم للعربي حتى لو كان قليل الخبرة وضعيف التواصل على كل الأصعدة؟.. إنها أسئلة كثيرة لكنها تفتقد الإجابات المغيبة!

بالنسبة لي أنا مع الأفضل حتى لو كان كوريا جنوبيا أو يابانيا ما دام سيعمل على تطوير آسيا أو سيخدمها بعلاقاته ونفوذه وقوته وضد أي مرشح يقل كثيرا وكثيرا عن منافسه!

[email protected]