ميلان إيطاليا

لويجي جارلاندو

TT

في مدينة روما، مقر الحكومة، أعاد سيلفيو برلسكوني، رئيس وزراء إيطاليا، اكتشاف رسميا، الحليف الأكثر ولاء له: إنه نادي الميلان. هذا ما أعلنه برلسكوني ذاته صباح أول من أمس (الثلاثاء) بين لاعبي الميلان أثناء زيارته لمعسكر الفريق. فقد أوضح برلسكوني، رسميا، وهو يقف على قدميه تماما مثل الوزراء الذين يستعدون للإدلاء بتصريحاتهم، قائلا «عندما تحققون الفوز فإنكم بذلك تقدمون يد العون إلى الحكومة وإلى إيطاليا». ولكن لو كان الأمر كذلك، فهل أندية الإنتر واليوفي ولاتسيو ومن يصارع من أجل درع البطولة المحلية، على العكس، تحمل بداخلها أغراضا انهزامية. أم لا؟ إن نادي الميلان بالنسبة لبرلسكوني لم يكن مطلقا مجرد أعمال ميدانية فحسب بل كان عاملا مؤثرا في حكومته منذ الساعة الأولى؛ كان يرغب في أن تكون الروعة والإبداع هما سمات الميلان، وتحت رعاية ساكي كان الفريق أشبه بالمنتج التلفزيوني. لقد جلب الأداء الرائع للفريق والانتصارات، التفاهم، المنصة المثالية للسياسة. إن البطولات التي حققها الميلان على المستوى المحلي أو الأوروبي كانت لها قوة الضمانات الانتخابية. كان برلسكوني قد وعد العالم وكسب تعاطفه بفان باستن: وفي الموعد المحدد؛ بينما كان يحصل على أولى فتراته في تولي رئاسة الوزراء في إيطاليا في مايو (أيار) 1994 كان كابيللو يحصد بطولة أخرى من دوري أبطال أوروبا.

وبعدها، بينما يستقر برلسكوني على قمة مدار السياسة كان يبدو أنه من المفترض على عائلة سيلفيو إهمال كرة القدم. كانت صفقة ليوناردو في الموسم الماضي غير موفقة، فقد خرج المدرب على الملأ للحديث عن «السخط». أما في الموسم الحالي فعلى العكس اتجاه معاكس مدو: إبرا وروبينهو وكاسانو.. وبالأمس في بورغيزينا، مقر معسكر فريق الميلان في مدينة روما ظهر بوضوح حب العودة إلى العهد القديم، فليس من قبيل الصدفة أن يذكر برلسكوني وزراءه في الميلان بمبدأ ساكي: الفوز يعني السيطرة والإمتاع. وليس من قبيل الصدفة أيضا أن يتحدث إليهم عن الانتخابات المحتملة. إن الانتصارات والعروض الرائعة تقدم اليوم يد العون إلى رئيس وزراء إيطاليا كما كان يحدث قديما. وقد أكد برلسكوني هذا المفهوم خلال حديثه أمس إلى فريق الميلان الذي يعد الحليف الأكثر وفاء إليه من بوسي، وزير الإصلاحات الاتحادية في حكومته، قائلا «كل فوز لكم يدعم الحكومة ويمنح السعادة إلى البرلمان». وهو ما يعني أن كل خير للميلان هو خير لإيطاليا.

وخلال الزيارة قام برلسكوني بمداعبة تياغو سيلفا، لاعب فريق الميلان، قائلا «أنتم في البرازيل لديكم تشيزاري باتيستي. لولا رفض ترحيله. سنستبدله بكاسانو؟» (ضحكات). وبعد مرور بضع دقائق، كان من المفترض أن يتقابل برلسكوني مع ألبيرتو توريجياني، نجل بيرلوجي، الصائغ الذي قتله تشيزاري، الإرهابي الإيطالي السابق والمحكوم عليه بالسجن مدى الحياة نتيجة قتله لأربعة أشخاص، سيقال إنها مجرد مزحة، فكثيرا ما يهرب أمثال هؤلاء. أمر مفهوم. ولكننا نفضل التفكير في أن فريق الميلان لو حقق الفوز سيسعد جماهيره ولو أبدع كرة قدم سيمتع الآخرين.