الغرب الآسيوي الضعيف!!

مساعد العصيمي

TT

اليوم ونهائيات كأس آسيا تشرع منافساتها للجميع.. بَدوتُ حائرا.. إزاء هذه البطولة الكبيرة التي باتت تحضر بألق كبير من جراء أن اتحادا ماهرا قد أحسن صياغتها.. حيرة حضرت من فرط تأثر بواقعنا الكروي في الخليج العربي ليس إلا أننا بتنا نحسب الأفضليات لمن هم في الشرق أكثر مما لدينا، فالحقيقة تقول إن كرة السعودية لم تعد كما كانت ولا الكويت هي الكويت، وحتى قطر صاحبة الضيافة والنهضة الرياضية الكبرى ليس بإمكانها أن تكون فرس الرهان لهذه البطولة العظيمة.

قد يغضب مثل ذلك خليجيين كثرا، لكن ما باليد حيلة ونحن إزاء حقيقة علينا أن نقف أمامها لكي نجد الحلول، وقبل الحلول جدير بأن نعترف بأن كرة الشرق باتت ذات وقع احترافي شامل جدير بأن يرتقي تباعا ولذلك فلا استغراب من الحال اليابانية والكورية الجنوبية وأستراليا أو ما ينبع من استراتيجية عالية القيمة كما هي في كوريا الشمالية.

لن نبخس فرسان الخليج حظوتهم وقدراتهم التي نحسبها تعودت أن تأتي من جراء أفضليات مهارية أطرها متميزون كان حظهم أن واقعهم الاحترافي المحلي مهمل أو يعبث به الإداريون، ولذلك فهم تعودوا أن يكونوا متبايني الحضور إما في القمة وإما دون ذلك بكثير، ولذلك فإن الاستراتيجيات غائبة تماما وليست كما هي لديهم في الشرق وبما يجعلنا نطرح التساؤل المؤلم: ماذا لو كان حسن تدبير من هم في الشرق لمهرة الغرب كيف سيكون الحال؟.. أجزم هنا بأنك لن تجد إلا أفضليات نتائجية كبرى ليس على المستوى القاري، بل ستتجاوزه، ناهيك عن قيمة وثمن اللاعب الخليجي في المعترك الاحترافي الأوروبي، لكن لأن عبثا قائما يطال المنافسات المحلية والإعدادات المنتخباوية فلا بأس أن خنع لاعبونا واستقرت كرتنا الخليجية في محلها وتركت الارتقاء لأولئك في الشرق.

أعود إلى ما جد في خاطري عن بطولة أمم آسيا لأنتزع الغثاء الكامل من تفكيري، وأقفز من فوق التحديات الحاضرة لأؤكد أن لدى السعودية قائمة من المهرة أتمنى أن تتجاوز غثاء الإعداد وسوء التدبير لتحضر بطلة كما تعودت.. هم قادرون على فعل ذلك.. لكن عليهم أن يقفزوا من فوق المثبطات ولا يركنوا إلى عبث الموسم وقهر الإعلام.. ولا تشكيك الداخلين عنوة إلى ميادين الكرة، وللكويت والإمارات مستقبل مشرق جدير بأن تستثمراه مع الأسماء الماهرة التي باتت تتكاثر لديهما.. ولقطر أفضلية استغلال الأفق الرياضي الإيجابي الذي تعيشه.. وهو جدير بأن يصنع كرة قطرية تنافسية رائعة.

أحيي في دول الخليج تمسكها بحظوظها وقدراتها المهارية، رغم ما ذكرناه أعلاه.. لكن نتمناه تمسكا وتماسكا.. لأن أفضلية القارة تأتي بعد طريق مفخخ ومليء بالشوك والتحديات.. وأحسب أن عقلاء الخليج يدركون ذلك.

ويا كرة القدم الخليجية المتفوقة.. عودي إلينا من باب الدوحة!

[email protected]