النصر واستمراء دور الضحية

موفق النويصر

TT

اعتذار آخر يقدمه الأمير فيصل بن تركي، رئيس نادي النصر، ضمن سلسلة اعتذاراته المتكررة، لكن هذه المرة للقيادة الرياضية السعودية، عن الفهم الخاطئ لحديثه الذي أدلى به لفضائية «أبوظبي الرياضية» الأسبوع الماضي، بشأن قضية المنشطات.

الأمير فيصل رفض، كما جاء في اعتذاره، ما تردد بأنه أدان لاعبين لناد معين، وشدد على وقوفه مع رعاية الشباب واتحاد الكرة بما يخدم الصالح العام، وتمسكه في الحال نفسه بحقوق النصر كاملة خاصة في قضية حسام غالي.

بداية لا أعرف عن أي شيء يعتذر الرئيس النصراوي إن لم يسئ لأي لاعب أو ناد سعودي، وإن كان طالب بحقوقه كاملة، كما يدعي، فالأولى به التمسك بهذا المطلب، حتى تنجلي الحقيقة وتظهر نتائج التحقيق الذي طالب به.

ما بدا لي من حديث الأمير فيصل لفضائية «أبوظبي»، وتحديدا لبرنامج «خط الستة»، أنه يعاني من مشكلة حقيقية اسمها «الهلال»، وإن لم يسمه صراحة، لكنه أشار إليه في أكثر من موضع خلال حديثه الفضائي، والأحاديث الأخرى التي يدلي بها، وآخرها كان تعليقه على قضية مبيت شباب نادي الهلال في مسرح النادي.

وهي مشكلة لا يعاني منها الرئيس النصراوي وحده، لكنه شعور عام يعاني منه كل من ينتمي لنادي النصر، وتستطيع كمراقب أن ترى ذلك بوضوح في المنتديات والغروبات النصراوية، بالإضافة إلى التصريحات والمداخلات الإعلامية لجميع أعضاء الشرف بالنادي، وفي أي مناسبة.

الغريب أن هذه الإدارة، ومن قبلها الإدارات السابقة، لم تستطع أن تتجاوز هذه المشكلة، باستثناء إدارة الأمير فيصل بن عبد الرحمن، التي تفرغت للعمل فقط، فنجحت في تحقيق ما لم تحققه أي إدارة نصراوية أخرى، بالوصول لبطولة العالم للأندية، وتقديم الفريق لأفضل عروضه الكروية.

لا أريد أن أقف هنا للدفاع عن نادي الهلال، فله رجاله القادرون على ذلك، لكن ما يميز الهلال عن غيره من الأندية هو عدم وقوفه عند الأخطاء التي تعترض طريقه، والتي كان آخرها في مباراة التعاون، عندما احتسب حكم اللقاء ضربتي جزاء، اعترف الجميع بعدم صحتهما.

لكن الفرق بين الهلال والنصر، أن الأول أبدى اعتراضه على الخطأ الذي تعرض له، ومن ثم أكمل مشواره في بطولة الدوري، ليتصدر فرق الترتيب بـ34 نقطة، وبفارق 5 نقاط عن أقرب منافسيه، مع أفضلية مباراتين مؤجلتين.

في حين أن الإدارة النصراوية لجأت للتصرف المعتاد، بإثارة الغبار حول الأندية الأخرى، وتحديدا الهلال، لصرف أنظار جماهيرها عن المشكلات الحقيقية التي تعترض فريقها، وفي مقدمتها سداد المستحقات المالية المترتبة عليه، وفشل تعاقداتها مع اللاعبين الأجانب والجهاز الفني.

لذلك أجزم أن الحال النصراوي لن يتغير ما دام فكر إداراته المتعاقبة ظل على حاله، في استمراء دور الضحية، والبحث الدائم عن عذر للإخفاقات، وهو ما يتنافى مع أبجديات العمل الناجح.

[email protected]