القادسية.. أفضل «نموذج»

عادل عصام الدين

TT

مع أن فريق القادسية «فرض نفسه» ضمن قائمة أصحاب الإنجازات السعودية في كرة القدم، فإنه لم يتمكن من أن يكون ضمن «الكبار».. شأنه شأن بقية الفرق التي حققت أكثر من إنجاز.. ثم تعثرت.

لكن القادسية بات في نظري أفضل فريق سعودي في كرة القدم على مستوى الإنتاج.

والحقيقة أن البداية لم تكن مختلفة عن بقية الأندية، علما بأن نجم الهلال السابق عبد الرحمن بشير (الغول) كان من أبناء فريق الشعلة، الذي دمج مع وحدة الخبر، كما أن سعود جاسم أحد أبرز المهاجمين في الشرقية لعب للاتحاد.

أستطيع أن أقول إن البداية الحقيقة للإنتاج المميز كانت في مرحلة الاحتراف.

نجمان من نجوم القادسية.. سعود كريري وسعيد الودعاني انتقلا للاتحاد بعد تألق كبير في أحد المواسم، نجح كريري نجاحا كبيرا رغم أنه وصل للصفوف الدولية قبل الانتقال للاتحاد، بيد أنه اكتسب الكثير من الخبرة أثناء لعبه للاتحاد، في حين كان الودعاني أحد الذين فشلوا عقب الانتقال رغم إمكاناته الهائلة.

قدم الودعاني في موسم تألقه مع القادسية مستوى كبيرا، مما جعل الكثيرين يتنبأون بأن يكون أحد أفضل المهاجمين في تاريخ أندية المنطقة الشرقية، إلا أن نهاية الودعاني كانت مع بداية انتقاله للاتحاد.

قدم فريق القادسية 3 مهاجمين كبار لأندية الرياض، الـ3.. أبرزهم المهاجم العملاق ياسر القحطاني في الهلال، ويوسف السالم في الشباب، ومحمد السهلاوي في النصر.. والثلاثة يلعبون في خط الهجوم ويمتازون بإجادة التهديف، والثلاثة يلعبون في مرحلة واحدة.. فهل هناك أفضل من هذا الإنتاج.. ما شاء الله؟!

ثمة أسماء أخرى مثل الغوينم والطريدي.. وقد شاهدناهما مع الاتحاد.. وسبق هؤلاء جميعا فوزي الشهري الذي اتجه للأهلي، وكما هو متوقع.. نجح البعض.. وفشل البعض الآخر أو بالأحرى فشلت التجربة.

اليوم يتردد اسم ياسر الشهراني، وكما حدث في أكثر من انتقال، حيث تتصارع الفرق الكبيرة على لاعب واحد.. يتكرر الأمر مع نجم قدساوي جديد، ولكنه «ظهير» هذه المرة، ويبدو أن القادسية الذي قدم مهاجمين رائعين، بدأ بالتركيز على المدافعين، وها هو الظهير الأيسر الشهراني يلفت الانتباه وقبله الظهير الأيمن خالد الغامدي.

الغريب أن بعض اللاعبين لم يبدأوا من «الصفر» مع القادسية، فاللاعبان عبد العزيز فلاتة ومبارك الأسمري جاءا للقادسية قادمين من الوحدة، ولكنهما «إنتاج» قدساوي في نهاية الأمر.

السؤال المهم جدا: ماذا تفعل الأندية الكبيرة؟! أين مراكزها وأكاديمياتها؟

مطاردة «الناشئ» ياسر الشهراني.. وبهذه المبالغ تعكس مدى الإهمال الكبير للقاعدة في أنديتنا الكبيرة.

[email protected]