لننتظر.. ونرَ؟!

مساعد العصيمي

TT

كل شيء في قطر جميل.. الافتتاح والتنظيم.. النقل للمباريات.. المتابعة الفورية.

لكن ما ليس بجميل هو عطاء الخليجيين.. وحضورهم.. وحتى اختلافهم فيما بينهم.. لنجدهم حين حدوث ذلك كل يجرد سيفه ولا هدف له إلا إغماده في صدر الآخر.. وعليه أتمنى أن يكون هناك وطوال البطولة مسافة قانونية بين أحمد الفهد وبن همام!

ما علينا من ذلك ولنبق في الشأن التنافسي فقطر من دون هوية كروية وكأن لاعبيها لأول مرة يجتمعون داخل البساط الأخضر.. والكويت عانت من سوء الحكم في لقاء الصين.. لكن علينا أن نعترف للكويتيين أن ليس بالإمكان أفضل مما كان.. فكأس آسيا ليست كدورة الخليج!

لكن ماذا عن صاحب القيمة الآسيوية العالية المنتخب السعودي.. وهو يحضر اليوم إلى ملعب خليفة.. ما الذي يحمله.. وبأي صورة سيظهر.. لا أنكر أننا نعاني من موجة تشاؤم.. لكن أحمد الله أنني لا أنتمي إلى هذه الموجة.. لأنني أثق بأنه مهما تكالبت الظروف على الأخضر إلا أنه قادر على الخروج منها بحال تسر..

المقياس يظل في مصلحة السعوديين بأي حال ووفق أي أسلوب.. فالقيمة المهارية للاعبي السعودية ما زالت في إطار التفضيل آسيويا، إن لم تكن المفضلة.. وعليه فموجة التشاؤم التي يدور أرباب الفضائيات لنشرها تباعا من أن كرة سعودية ضعيفة تحضر في الدوحة هي تردد كما تعود الجميع حينما تكون الأنفس مشحونة من جراء اختلافات فرقية محلية.. وهو دأب تعود عليه الشارع الكروي.

التفاؤل جانب مهم في العمل التنافسي الكروي.. ولا أشد على المتوثب المتطلع كما هم لاعبو المنتخب السعودي من إسقاطات مثبطة.. الأكيد أنها تضر ولا تنفع.. لكن حسبنا أن لاعبي الأخضر قد أدركوا ما هم عليه وخبروا أولئك المثبطين الذين تجدهم في كل مكان ويمسكون بكل أوراق العلم والتفوق وهم دون ذلك بكثير.. أشدد على ذلك وأنا أستغرب من أن بعض مدربينا الذين كنا نتوقع بعض الواقعية لديهم قد ركبوا موجة الثرثرة واستباق الأحداث وباتوا يشرحون المدرب بيسيرو تشريحا منظما وكأنه جاهل قدرنا تحمله.. غير ذلك أنهم باتوا يقرأون المنتخب السعودي كمريض يعاني.. والله يستر عليه..

نتمنى الستر للاعبين ولهم ولنا وحتى للسيد بيسيرو.. لكن التشاؤم فعل مخل.. والأماني أن ننتظر حتى انتهاء المولد الآسيوي لنقيس الأخضر وكيف كان وماذا قدم.. لكن لنتفاءل ولندعم الانطلاقة ونحييها ولنحتفظ بمخزوننا النقدي إلى حين.

خلاصة القول أن البداية الناجحة لكرة السعودية حري بها أن تضع الأخضر تماما على الطريق الصحيح الذي اعتاد أن يسير عليه خلال الأمم الآسيوية عبر تاريخها.. وإن كان ثمة من يقول إن قدرات اللاعبين أكبر من ماهية الجهاز الفني.. فالتاريخ يذكر أن كرة السعودية والخليج معها هي من صنع أسماء تدريبية كبرى وأعطاها الوهج والارتقاء.. واسألوا كارلوس بيريرا وفينغادا وأنجوس وغيرهم.. ولا إخال السيد بيسيرو إلا من عداد المجتهدين الذين قد ينالون حظا كبيرا من تدريبهم للأخضر.

[email protected]