هل الأندية قبل المنتخب؟

مسلي آل معمر

TT

سمعت حديثا تلفزيونيا لافتا للدكتور حافظ المدلج عضو الاتحادين السعودي والآسيوي لكرة القدم، تطرق فيه لفارق الحماس لدى اللاعب عندما يلعب في النادي والمنتخب، حيث كان من الممكن أن تكون إشارة المدلج محورا مهما في النقاش، لكن تلك الإشارة انطفأت ثم ضاعت في زحمة أصوات الحضور، والجميل في الموضوع هو أن هذا الطرح جاء من عضو رسمي، مما يعني أن هناك في الاتحاد السعودي من يلاحظ مثل هذا الأمر، الذي يجب أن نقف أمامه ونتأكد من صحته ثم نبحث أسباب ذلك وكيفية التغلب عليها

شخصيا أتفق مع المدلج وأحييه على صراحته، لأنني أعتقد أن هناك خللا ما في الجانب المعنوي لدى لاعبي المنتخب السعودي منذ نهاية مونديال 94 وحتى الآن، وهذا الخلل ليس على مستوى اللاعب فقط، بل امتد ليصل إلى المدرج والإعلام ولكن مع اختلاف بسيط حول نوعية العلة، ألا وهي علة التعصب والتي بلا شك كانت موجودة في السابق، غير أنها لم تكن بهذا الشكل الذي نشاهده هذه الأيام، فعلى سبيل المثال، أكاد أجزم أن جميع السعوديين طاروا من الفرح لهدف ماجد ضد الصين في نهائي 84، لكنني الآن أشك في أن نجد نفس النسبة تحتفل إذا ما سجل ياسر أو الشمراني في نهائي 2011، إنه واقع يجب أن نقف أمامه بكل صدق خصوصا أن هناك من هو مدرك لذلك في الاتحاد السعودي لكرة القدم.

ما قادني لهذا الحديث هو الجانب المعنوي والذي أعتبره لا يقل عن الجانب الفني بأي حال من الأحوال، فاللاعب لن يغير في النتيجة شيئا إذا ما كان بلا روح، مهما كانت إمكاناته الفنية، فكم مدرب قد ذهب ضحية لروح اللاعبين الانهزامية أو لا مبالاتهم، لكن الأمر الوحيد الذي يدعو للتفاؤل في وضع المنتخب السعودي حاليا، هي حالة الازدراء التي تسود الوسطين الرياضي والإعلامي جراء العروض غير المرضية التي قدمها الأخضر في المباريات التجريبية الأخيرة، فهذا السخط قد يخفف الضغوط والمطالبات على اللاعبين كذلك قد يخدر الخصوم، فغالبا ما تنعكس الأمور مع انطلاق المنافسة وذلك حسب مؤشر المعنويات لدى لاعبي كل فريق

وفي افتتاح البطولة أظن أن المنتخب القطري قد عزز مزاعم أهمية الجانب المعنوي، حيث اتضح أن العنابي كان يلعب بلا ربان، أو كما يقال مدرب داخل الملعب، حيث ظهر أشبه بجيش من المحاربين المهرة دون قائد، كل منهم يؤدي بشكل فردي ويفتقدون جميعا لرابط التنظيم، فمن النوادر أن تجد فريقا بطلا وهو بلا قائد أو قادة، حتى إن بعض المدربين يتمسكون بلاعبين محددين بسبب روحهم القيادية.

في النهاية أعتقد أن مباراة الأخضر اليوم أمام سورية ستحسم عن طريق عاملي الروح والتركيز، فالكلمة الفنية غالبا ما تتحول إلى همس في مباريات الافتتاح، خصوصا إذا كان الفريقان متقاربين في المستوى، كما أتوقع أن يفك ياسر القحطاني نحس التهديف الملازم له دوليا في المباريات الأخيرة، وقد يعود ياسر 2004 من جديد، كل ذلك سينكشف داخل أطوال المستطيل الأخضر!