أيضا.. عرب آسيا ظاهرة صوتية!

مساعد العصيمي

TT

عبر كل طلة أختلسها من بطولة آسيا أجدني حائرا إزاء هذه البطولة.. فرغم الرقي الكبير الذي تعيشه خلال عقد مضى، إلا أنها ما تلبث خلال هذا الزمن أن تكون محل خيبة للعرب في أي مجال من مجالاتها.. فغير المستويات المتذبذبة التي تعيشها منتخبات العرب.. ها نحن الآن وعبر بطولة الدوحة إزاء تراشق كلامي ومناورات مخلة جديرة بأن تسرق من هذه البطولة التوثب التنافسي القليل الذي أحضره العرب معهم.

من جهتي أجزم أن الآسيويين وإن كان بعضهم غثاء على البطولة إلا أن إسقاطاتهم أو سوآتهم لا تتجاوز أرض الملعب، أما نحن العرب في آسيا فنحن بحال مشابه للمنتمين لنا في الجزء الأفريقي لا ترتاح لنا عين إلا بعد تلاسن ومنافحات فيما بيننا ليس إلا أننا اعتدنا على ذلك، ومن الصعب بل من الكرامة أن لا نتخلى عنه!

في بطولة آسيا الحالية ليس هناك حديث يعلو على حديث بن همام والأخوين أحمد وطلال الفهد، كلمة من هنا، إسقاط من هناك، والنتيجة أن بطولة جميلة تمر من أمامنا دون أن نستمتع بها من فرط ما نعني به من تلاسن، ليسوا هم المعنيين فقط، وابحثوا عن آخرين عبر القنوات الفضائية أو اللقاءات العابرة، فهناك من يريد مغنما أو ظهورا، ولا بأس إن استمرأ الحديث المخل أو الإسقاط المضر، والأدهى والأمر حينما يندفع الإعلام تجاه ذلك ويبدأ بالتشاتم كل دفاع عمن ينتمي له، والنتيجة اتساع رقعة الخلاف، ومن ثم التخلي عن عمل مهم يذهب الأساس فيه إلى التركيز على البطولة وتنافسها.

شخصيا لم أكن أتمنى أن نسقط كل تعثر على بعضنا وكأن هناك كيدا وغدرا يحضران ولنثبت من جديد أن العرب ظاهرة صوتية تلاسنهم يغلب على عقلانيتهم ظاهرة ما زالت تمتد وتتواصل.

أقول ظاهرة معها وأثناءها تبرز الآلة الإدارية الرياضية العربية بقدرتها على تفعيل هذا التوجه لأنها عقلية متعطشة للتلاسن نؤكد أنها تعودت على ذلك من خلال محيطها المحلي، وهو ما وجدت فيه مداراة لإخفاقها واستئناس من القريبين لفعلها، لكن ورغم ذلك علينا أن نسأل أنفسنا من مهد لها ذلك، ومن اندفع لتسهيل مهمتها، الإجابة لن تبتعد عن عشقنا للاختلاف والتلاسن وهل بغيرهما تحلو المنافسات!!

أعود لأقول ألم تكن تلك الظاهرة الصوتية الفارغة التي لم تحسب حسابات القوة ومعدلاتها؟!.. أوليست تلك التي ابتلينا بكثرة تكرارها وبما جعل الصوت العربي ضعيفا واهنا داخل المنظمات القارية.

لن نندب حظنا، لأننا بتنا الأعلى صراخا وهي ميزة حصلها إداريونا دون حاجة لمجهودات الرياضيين ولن نرفع صوتنا بالصراخ والعويل، لأننا ولله الحمد جبلنا على النسيان وبسرعة فائقة، لأن البطولات ستنتهي والخسائر ستستمر ولا جديد عند العرب! [email protected]