اللمّة القطرية!

منيف الحربي

TT

على عكس تشتت النسخة السابقة بين أربع دول، قبل أربع سنوات، جاءت كأس الأمم الآسيوية الـ15 لتؤكد على ميزة قطرية كان الكثيرون يعتقدون أنها نقطة سلبية، أعني «محدودية المساحة».. غير أن التوجهات الناجحة حولتها إلى إيجابية مؤثرة ساهمت في ترجيح الملف العنابي لكأس العالم 2022، لتصبح البطولة القارية الحالية «بروفة مبكرة» للبطولة العالمية المنتظرة، مع التأكيد على الفارق الكبير بين الواقع الآني، وما ستكون عليه الدوحة بإذن الله.

الحديث عن النجاحات القطرية أمر غير جديد، فالمناسبات الكبيرة التي استضافتها بتمكن لافت تشهد على توثب وطموح بلا حدود، ولعل حفل الافتتاح الذي جمع بين البساطة والإبهار يعكس طرفي معادلة النجاح ويلخص منهجية العمل الجاد.

إن الدوحة وهي تحول المناسبة إلى «لمة آسيوية» تؤكد على ميزتها التي راهنت عليها لجعل كأس العالم «لمة عالمية» بشكل غير مسبوق، وتؤكد على رؤية يفتخر بها الإنسان العربي، وليس الرياضي فقط.

أخضر الدوحة

أكتب قبل لقاء منتخبنا السعودي وشقيقه السوري بساعات وسط أجواء دون ملامح، فالوضع قابل لكل الاحتمالات، لا أقصد حظوظنا في المباراة، بل في البطولة ككل.. انفتاح الباب لكل التوقعات فرصة لبعض المنتخبات، لكنه أمر مزعج لنا، فالأخضر بتاريخه الضخم ونجومه المعروفين يستحق هيبة أكبر وتوقعات أكثر تفاؤلا، وقد تمنينا لو دخلنا هذه البطولة بمدرب يرجح الكفة، ولكن..!

الأمر بات في أيدي اللاعبين، وهذا يمثل عبئا إضافيا عليهم، لأن النجم مهما كانت قدراته لا يستطيع (بل ليس من مهامه) إدارة الفريق أو تغيير طريقة اللعب. ولأن المنتخبين القطري والكويتي تعثرا بصورة مؤلمة خلقت لهما عقدا مضاعفة في المجموعة، فإني أتمنى ألا يدخل الأخضر هذه الحسابات من بداية المشوار، وأن يكون حقق نتيجة مرضية، والأهم مستوى مطمئنا يعزز طموحاتنا بتكرار ذكريات الدوحة مع الكرة السعودية.

نقاط: يقول بيسيرو إن الإعلام يضعه أحيانا في القمة وأحيانا يهوي به إلى القاع.. والجمهور السعودي يقول: أنت حيث تضع نفسك (يا كوتش)!

لا يوجد عمل دون سلبيات ولا شيء دون عيوب وعقبات.. الرائع أن تتغلب على سلبياتك وعيوبك، والعبقرية أن تحول هذه السلبيات والعيوب إلى مزايا!

الأسهل من كل هذا بالطبع هو أن تتحدث كثيرا عن العقبات وتحشد المبررات.. لكنك ستتراجع للخلف، وفي أحسن الأحوال ستبقى حيث أنت!

أمام ياسر القحطاني ورفاقه فرصة إنصاف جيلهم وإنعاش جيل سعودي كامل تعدت أعمارهم العشرين ولم يروا منتخبهم يرفع كأسا غير كأس الخليج!