الصدمة والهامور!!

مصطفى الآغا

TT

لضرورات النشر أكتب هذه المقالة يوم السبت، أي بعد مشاهدتي لمباراتي قطر والكويت ضمن نهائيات أمم آسيا، وقبل مباراتي الأردن واليابان وسورية والسعودية اللتين ستكونون عرفتم ما الذي حدث فيهما مع صدور هذا العدد..

بالتأكيد أنا مصدوم مثلي مثل غير من أول خسارتين عربيتين لمنتخبين مرشحيَن للقب.. وأقول منتخبين مرشحين ليس من فراغ، بل على أسس واضحة، أولها أن قطر هي المستضيفة وتستعد منذ أكثر من سنتين لهذا الحدث لأنها متأهلة تلقائيا، فلعبت عام 2010 عشر مباريات مع منتخبات قوية وضعيفة.. ففازت على استونيا ومصر، وخسرت من سلوفينيا والعراق وهايتي وكوريا الشمالية، وتعادلت مع البوسنة والهرسك والبحرين وعمان، ولعبت في 2009 عشر مباريات أيضا، وشاركت في «خليجي 20» و«19» وتصفيات كأس العالم، ولم تحقق أي شيء، وكله تحت بند الاستعداد لأمم آسيا.. وكان الشيخ حمد بن خليفة رئيس الاتحاد القطري ولا يزال يقف مع ميتسو الذي لي عليه مليون ملاحظة، لكن يبدو أن البعض وضع البيض في سلة اللاعبين بعد الخسارة الغريبة من أوزبكستان في الافتتاح، ومنحوا ميتسو فرصة ثانية وربما أخيرة..

وقلنا عسى أن يعوض المنتخب الكويتي - المرشح هو الآخر للقب لأنه بطل غرب آسيا والخليج وجمهوره يحلق فوق 3200 قدم فوق السحاب كما قال الشيخ طلال الفهد رئيس الاتحاد - لكنه خسر معركته الأولى أمام الصين التي لا أراها أفضل فرق آسيا ولا أكثرها قوة.. صحيح أن الكويت لعبت بعشرة لاعبين، وقدمت بعض اللمحات، وصحيح أن الحكم الأسترالي ظلمها بعض الشيء، لكن صحيح أيضا أننا يجب ألا نضع كل البيض في سلة الحكم والحكم وحده..

وما لاحظته أن الخاسرين يتحدثان عن إسبانيا في كأس العالم 2010، وبات أي خاسر لأي مباراة افتتاحية يتحدث عن إسبانيا، وهو أمر لا يمكننا أبدا الاختلاف معه في مسألة رفع معنويات اللاعبين، ولكن في نفس الوقت عندما نقول إسبانيا فهذا يعني أن اللقب يجب أن يكون من نصيبنا، وإلا لماذا نتحدث عن التجربة الإسبانية وبالتالي نضع ضغوطات نفسية إضافية على اللاعبين؟..

الكل من المنتخبات العربية الثمانية المشاركة يريد اللقب، ويعتقد أنه مؤهل له، باستثناء الإمارات والبحرين، والأردن بشكل أقل، فلم أسمع لا من جماهير هذه المنتخبات ولا من أي من مسؤوليها أي إشارات لحمل اللقب، وجل ما أتمناه ألا يخرج العرب من المولد الآسيوي بلا حمص ولا فول ولا شكل مقبول.

وعلى ذكر الشكل المقبول، فشكل العرب في كونغرس الاتحاد الآسيوي كان أكثر من مقبول، بفوز القطري بن همام برئاسة الاتحاد بالتزكية، مع نائبه الإماراتي يوسف السركال. وجاء انتصار الأمير الأردني علي بن الحسين على (الهامور الكوري الجنوبي) الدكتور تشونغ الذي شغل منصب نائب رئيس الفيفا 16 سنة، ليؤكد أن العرب إن توحدوا خلف راية ورأي واحد فلا يستطيع أي هامور أن يهزمهم مهما كانت شوكته كبيرة.. وكم سعدت للمصالحة غير المعلنة بين الأمير وبن همام بهمة ومعية كل الإخوان العرب، لتزيد من فرحتنا بأعلى منصب كروي يصل إليه عربي، والذي يعتقد البعض أنه منصب شرفي لن يقدم ولن يؤخر، لكن من جلس مع الأمير علي سيتأكد أن هذا الرجل لديه أجندة وأجندة مهمة ستجعل من هذا المنصب منصبا مهما وغير شرفي، وبداية التغيير نحو الأفضل.