ليس أقل من حل اتحاد الكرة

موفق النويصر

TT

اتصال هاتفي مشحون بالبكاء، تلقيته من ابنتي ذات الست سنوات، تطالبني فيه بطرد مدرب المنتخب السعودي، بعد الهزيمة غير المتوقعة من سورية 2/1.

تلك الصغيرة التي لمست بفطرتها البريئة، أن الخلل في أداء المنتخب، يقف خلفه مدرب أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه فاشل، بشرتها بنبأ إقالة بيسيرو بمجرد أن أعلن ذلك رسميا.

في تقديري الشخصي أن المسؤول الأساسي عن هذه الهزيمة هو اتحاد الكرة، الذي صم أذنيه طوال عامين عن الأصوات التي حذرت من العمل الذي يقوم به بيسيرو، فعمدت إلى تجديد الثقة فيه مرة بعد أخرى، معتمدة على آراء خبراء أجانب، رغم أن جميع المؤشرات كانت تشير إلى ما آلت إليه النتيجة أخيرا.

أتذكر أنني وغيري كثير حذرنا خلال 15 شهرا ماضية، من مرور الأيام سريعا، وأداء المنتخب لم يشهد أي تطوير، فما كان إلا أننا اتهمنا بضيق الأفق، وتصفية الحسابات على حساب الوطن.

وحين طالبنا بتغيير الجهاز الفني، قبل «خراب مالطا»، كونه لا يمثل طموح الكرة السعودية، ولا تنسجم طريقته مع الأسلوب الذي تعودت عليه الكرة لدينا، تذرعوا بصعوبة ذلك والبطولة الأهم آسيويا على الأبواب.

ولا أعلم كيف أصبح إنهاء التعاقد مع بيسيرو وسط البطولة ممكنا، في حين أن ذلك لم يكن ممكنا قبل أشهر من الآن، فهل كنا بحاجة إلى هذه الخسارة حتى يقتنع المسؤولون بأن بيسيرو مفلس، ولن يضيف أي شيء للمنتخب.

السؤال الذي يطرح نفسه؛ ما دامت القناعة في بيسيرو لم تكن كاملة، بحسب تصريحات الأمير سلطان بن فهد للإعلام الرياضي أول من أمس، ومن قبله الأمير نواف بن فيصل، فلماذا لم يبحث اتحاد الكرة عن مدرب بديل!.

والسؤال الآخر، الآن وقد تمت إقالة بيسيرو؛ هل اختيار ناصر الجوهر في هذه الظروف، وهو الذي تنحى عن قيادة المنتخب في 2009 بعد أن فقد أكثر من 50 في المائة من فرص تأهله لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا، قادر على العودة بالفريق إلى البطولة الآسيوية مرة أخرى فيما تبقى له من مباريات؟.

وهل لا يوجد مدربون قادرون على قيادة منتخباتها سوى ناصر الجوهر، ألم يكن من الأفضل تكليف أحد المدربين الوطنيين، الذين قادوا المنتخبات السنية الأخرى، مثل خالد القروني أو عمر باخشوين أو عبد العزيز الخالد، على اعتبار أن الجوهر أخذ أكثر من فرصة لتدريب المنتخب الأول، وآخرها كانت «كارثية»، إضافة إلى بعده عن لياقة البطولات.وهل سيعتمد اتحاد كرة القدم على ذات الخبراء الذين أشاروا عليه بالإبقاء على بيسيرو طوال الفترة الماضية، ليشاركوا في رسم الخطط المستقبلية للكرة السعودية، وصولا إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل 2014؟.

حقيقة أتمنى أن تكون هناك محاسبة جادة لجميع مسؤولي اتحاد الكرة، عن إهدار 15 شهرا في الإعداد السيئ للمنتخب، والعودة بالفريق إلى نقطة الصفر. وليس أقل من حل مجلس الاتحاد، كخطوة أولى لإقناع الشارع الرياضي بجدية الخطوات التصحيحية للعودة بالكرة السعودية إلى الطريق الصحيح.. فهل سنسمع أخبارا جديدة في الأيام المقبلة، أم ستكرر على مسامعنا ذات الأسطوانة «التخديرية» المتبعة عادة في مثل هذه المواقف.

[email protected]