علتنا «محلية» يا أمير!

صالح بن علي الحمادي

TT

من حق رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد التدخل «سريعا» لإقالة البرتغالي خوسيه بيسيرو، وإحلال السعودي ناصر الجوهر بديلا له على رأس الجهاز الفني للمنتخب الأول المشارك حاليا في نهائيات كأس الأمم الآسيوية، عقب الخسارة «المفاجئة» أمام المنتخب السوري الشقيق (1/2) في أولى المباريات!

لكن هل العلة فقط في بيسيرو، أو أن علتنا محلية يا أمير؟!

أولا، وبصراحة.. نتمنى أن يكون الأمير سلطان بن فهد قد وضع يده «بقوة» على الخلل أو «العلة» وسريعا ليعود الأخضر ومع الجوهر «تحديدا» ليكرر ما جرى في عام 2000 في لبنان، وفي كأس الأمم «أيضا»، حينما تدخل لإبعاد التشيكي ميلان ماتشالا وإحلال الجوهر، إثر سقوط الأخضر أمام اليابان في الافتتاح برباعية «مذلة» لم يكن ينتظرها أكثر السعوديين تشاؤما، ومن ثم ماذا حدث؟!

لقد انطلق منتخب الجوهر «بقوة» حتى المباراة النهائية وأمام اليابان، ولولا إهدار ركلة الجزاء لكان الأخضر البطل، لكنه خسر «بشرف» بهدف وحيد، وعندها صفقنا!

من القلب نتمنى التوفيق في تكرار ذلك، وإن كانت الأمور تبدو أكثر تعقيدا لأسباب المجال لا يتسع لذكرها الآن، أو لربما ليس من المناسب الخوض فيها تشعبا!

ثانيا.. على الرغم من تحفظاتنا «الشديدة» على قدرات بيسيرو عقب الفشل في التأهيل لنهائيات كأس العالم، فعندما جاءت المشاركة في دورة الخليج التزمنا الموضوعية بالوقوف قلبا وقالبا مع قرار اتحاد الكرة وقرارات أو توصيات الخبراء، وساندنا المدرب إعلاميا «بكل قوة»، حرصا على توحيد الصفوف، واعتبرنا بلوغ المباراة النهائية بالصف الثاني تجربة مثمرة للمستقبل، وعندما بدأت مرحلة العد التنازلي نحو كأس الأمم الآسيوية ظللنا نشدد على دعم المنتخب، لاعبين، وجهازا إداريا، وجهازا فنيا، حرصا على توحيد الصفوف مرة أخرى، لكن ماذا كانت النتيجة؟! لنا عودة بعد البطولة، إن شاء الله؟

ثالثا، وهو الأهم.. عندما نقول إن ما يحدث للأخضر السعودي لم ولن يكون كله محصورا في مدرب.. نحن نعني ذلك!

يا أمير.. تداعيات ما يجري في الدوري المحلي ومشاركات الأندية السعودية الآسيوية.. تنعكس بشكل خطير.. وخطير جدا.. على معنويات، بل نفسيات اللاعب السعودي في المنتخب!

وصراحة.. بعض رؤساء الأندية ومنسوبيها عمقوا «فتحات» في لحمة المنتخب إلى فجوات عميقة!.. تصور يا أمير، هناك من كان يهتف ويساند المنتخب السوري أمس من السعوديين! لماذا يحدث هذا؟!.. وما هي الأسباب يا ترى؟!

رسائل الشماتة في الاتحاد الكروي والمدرب وبعض اللاعبين، ملأت شاشات الجوالات.. فمن المسؤول هنا؟!

ألم نشكك «زورا» في تناول بعض لاعبي الأخضر للمنشطات؟!

كانت في السابق الاتهامات تطال لاعبي الأندية.. واليوم وعلنا وفي الفضائيات.. الاتهامات للاعبي الأخضر وقبل الآسيوية!

هل بلغنا مرحلة.. اختاروا لاعبي فريقي وأشركوهم أساسيين وأعيدوهم غير مصابين، وإلا فسأخرب عليكم في كل القنوات، وبكل السبل العلنية والخفية «؟!!».. يا ستار!

ألهذا الحد من «التسطيح» والتسفيه دون حسيب أو رقيب؟!

ما لم يكن هناك «حزم ولزم» وقوة قرارات رادعة.. فالمقبل أقسى.. والله يعينكم على مرحلة تحتاج إلى وقفات رجال.. انتهت المساحة!

[email protected]