المنتخب في عيوني!

أحمد صادق دياب

TT

سرعة اتخاذ القرار من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم، بإقالة بيسيرو من تدريب المنتخب السعودي، تؤكد أن الخسارة كانت صدمة مدوية، تحتاج إلى علاج جذري ليس له إلا سلطان، وكالعادة برز الأمير في الوقت الحرج ليتخذ قراره بكل شجاعة وبلا تردد، ليعود الجوهر، وهو الحل المتاح لملء الفراغ التدريبي.

تعامل الأمير سلطان مع الجماهير السعودية التي التفت حوله تناشده وضع حلول للمنتخب كان من المناظر المؤثرة بالفعل، فقد كان الأمير أكثر حزنا من تلك الجماهير، وهو يراهم وقد تكبدوا مشقة السفر والحضور إلى الدوحة من أجل الأخضر، ولكن تعامل الأمير الإنساني المميز خفف عنهم تلك المعاناة، وهو يقول لهم «المنتخب وأنتم في عيوني».

أحد هؤلاء الجماهير قال لي بعد حديث الأمير سلطان «أرجوك انقل هذه الكلمات، لعلها تكون مفتاح الروح للاعبين»..

الآن، وقد أصبح بيسيرو جزءا من الماضي، ومن تاريخ المنتخب، نستطيع أن نقول إن مشكلته الأساسية مع المنتخب، كانت عدم قدرته على خلق التجانس المطلوب، وعدم ثقته في الثبات على مجموعة يمكنها أن تشكل نوعا من الهيبة.

بالتأكيد إن المهمة الآسيوية لم تنته بعد، وعلينا التشبث بكل خيط أمل، ففوزنا على الإخوة «نشامي الأردن» في لقاء الخميس والفوز على اليابان يضمنان لنا الانتقال إلى الدور الثاني، وأجزم أن لاعبينا لديهم القدرة والحماس والرغبة في تحقيق الهدف الذي (قتله) بيسيرو، بلعبه بثلاثة محاور أمام سورية المنغلقة على ذاتها في الخلف.

نعم نحن من هزمنا أنفسنا بطريقة اللعب، فالتكتل المميز الذي لعب به السوريون لم نستطع أن نقابله بالتحرر من الاندفاعات من العمق والاعتماد على الأطراف المعطلة في منتخبنا، أو بالتصويب المباشر الذي لم نشاهده إلا مرتين في كل المباراة.

الآن مع ناصر الجوهر، ربما نشاهد ما شاهدناه في 2000 بلبنان، انتفاضة سعودية مدوية تصل بنا إلى النهائي، ولكن هذه المرة أتمنى أن نحصد البطولة.

طبيعي أن يكون ناصر الجوهر شجاعا في قبول المهمة، فالذين يعرفون (أبا خالد) يدركون أن الرجل يضع صحته وحياته مقابل خدمة وطنه، وقد أتته الفرصة مرة أخرى، وبنفس الظروف السابقة، ولا أعتقد أن أحدا سيتردد في أداء الواجب.

المطلوب الآن من إعلامنا أن يقف إلى جانب المنتخب، وأن ننسى مباراة سورية وندعم المنتخب في المباريات المقبلة، ليتمكن من تجاوز العثرة الأولى وينطلق في طريق البطولة وبعد الفراغ منها، يمكننا جميعا أن نضع أفكارنا على الطاولة.

خسرنا أمام سورية، ليس لأنهم كانوا الفريق الأفضل فقط، ولكن لأننا لعبنا واحدة من أسوأ المباريات التي تختزلها الذاكرة.