وماذا بعد؟!

عادل عصام الدين

TT

ألم يكن بالإمكان أفضل مما كان؟!

بلى.

والحقيقة أن الأداء افتقد للروح القتالية وطغى البرود والتعالي والغرور على التحركات.

بغض النظر عن أخطاء بيسيرو، وعدم استقراره، وكنت قد تحدثت كثيرا عن هذه المسألة قبل وبعد دورة الخليج إلا أنني أرى أن اللاعبين يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية، فإلى متى نستمر بإلقاء تبعات خسائرنا إلى التدريب؟! وإلى متى تكون المحصلة النهائية هي شماعة التدريب؟

ما علاقة بيسيرو ببرود اللاعبين؟ وما علاقته بالفرص السهلة التي ضاعت بمنتهى البرود؟ وماذا يمكن أن يفعل أمام هذه التمريرات المقطوعة؟

صحيح أن الفريق السعودي في عهد بيسيرو افتقد للاستقرار العناصري والانضباط الخططي وعانى كثيرا من البطء إلا أن علينا أن نعترف أن المدرب ليس كل شيء.

المزعج.. أننا نتغنى باللاعبين ونمتدحهم ونشيد بأدوارهم حين يتحقق الفوز.. فلماذا نصب جام غضبنا على المدرب في حالة الهزيمة؟!

لماذا يكون المدرب مسؤولا عن الخسارة ويكون اللاعب سبب الانتصار؟!

يتعين علينا أن ندرك أن الوقت قد حان لمحاسبة اللاعبين أيضا فإلى متى يتغير المدرب بينما اللاعب يسرح ويمرح ويصنع القرار.

في أوروبا تكون الكلمة العليا غالبا للمدرب بينما العكس هو الصحيح في ملاعبنا وما أكثر المدربين الذين رحلوا بسبب قرار يتخذه اللاعبون!!!

ذهبنا عام 1984 إلى سنغافورة وتفوقنا على أقوى الفرق بما فيها الفريق السوري الذي كان متخما بالنجوم، واتفق الجميع على أن الروح القتالية كانت أحد أهم أسرار الفوز بل المفتاح الحقيقي لأول إنجاز كروي سعودي.

دور المدرب بات مهما جدا، ففي ظل الكرة الحديثة تعاظمت أهمية الانضباط الخططي، والأداء التقني المتطور، والإعداد البدني على أسس علمية بيد أن هذه الأهمية لا تلغي أبدا الدور الملقى على اللاعب.. وهو الأهم الذي قد يشكل نسبة 50% من معادلة التفوق.

ولماذا ننسى دور إدارة كرة القدم؟! لماذا ننسى التخطيط الإداري والبرمجة وأهمية التعامل مع اللاعبين.

بيسيرو.. لم يكن في «القمة».. لكن اللاعبين أيضا افتقدوا لـ«الهمة».

[email protected]