الآن.. المسؤولية مضاعفة!

هيا الغامدي

TT

أجزم بأن كل ما حدث في مباراة منتخبنا السعودي مع المنتخب السوري، التي فاز بها الأخير 2/1، ليس فجائيا، على الأقل من وجهة نظري أنا! (فوالله) إني كنت قد توقعت النتيجة تلك وقلتها لمن حولي، لا لشيء ولكن لأن لدينا نحن مثلا شعبيا معروفا وهو «ليالي العيد (تبان) من عصاريها».

ومسيرة بيسيرو لم تكن حسنة العواقب في أكثر من منحى مع منتخبنا الوطني وبالذات الأقرب وديا قبل أيام، والمسؤولون عن المنتخب وعلى رأسهم الأمير سلطان ونائبه الأمير نواف (بصراحة) لم يقصروا وأعطوا المدرب كل شيء ليعمل بهدوء وراحة ووقت ربما أكثر من غيره، هذا عدا الإمكانيات والدعم المفتوح لضمان مشاركات سعودية موفقة!

والرجل عمل لكنه لم يوفق، وهذا ليس عيبا، لا فيه ولا في من مدد له الثقة، غير أن العيب والخطأ على (عملية الاختيار) من أساسها... لكن كل شيء ذهب الآن والقادم وأصعب، (يااااا... الله) يعني معقولة المشهد السوري أول من أمس (معقولة) مع احترامي لأهل الشام (جاء يطل وغلب الكُل)؟! لا، ليس بعد، فحتى وعلى الرغم من المفاجأتين المدويتين اللتين أحدثتهما الكرتين السورية ومن قبلها الأردنية أمام الكرتين السعودية وقبلها (اليابانية)، فإنها ومع احترامي لا تزال حديثة التجربة والخبرة والتمرس في الساحات القارية، ولا تزال تلك الفرق تلعب بسلاح الروح والحماس والحمية... فقط! ودوافع الفتوات والنشامى، وهذا شيء جيد في حد ذاته أن تلعب بروح وحماس وقوة وندّية، لكن تاريخيا، إنجاز وقوة وحضور وخبرة، ما من شك هي تصبّ في البوتقتين الخضراء والزرقاء فقط.

وحتى مع الكبوة اليابانية الفجائية غير المتوقعة، والموقف المتشدد حماسا وقوة وندية غير عادية من السوريين بشكل متوقع أمامنا، إلا أن الحق يقال بأن هذين الفريقين قدما ما يجعلهما يستحقان حصد النقاط كاملة، فجأة تبادر إلى ذهني تساؤل أحدث من حوله عدة احتمالات: ماذا لو.. لو تأهلت سورية والأردن على حسابنا واليابان؟! أليس ذلك حقا مشروعا لهما... و(نحن)؟! يا إلهي! كارثة ستحل بالكبار - لا قدر الله -ولكنها ستكون متوقعة لو لم نقدم المطلوب والمأمول بالمرحلتين القادمتين!

إقالة بسيرو نصف العلاج، أما باقيه فناصر الجوهر كفيل به، هذا رأيي، لقاء الأردن ومن ثم اليابان لقاءا كؤوس لا يحتملان التفريط ولا الخسارة ولا حتى التعادل، و(أبو خالد) قدها وسيحمل المسؤولية بنجاح (شرط) تعاون وتكاتف الجميع معه، خصوصا اللاعبين.

صدقوني نفسيات عناصرنا الدولية والروح والعزيمة والإصرار تحضر متى حضر (ابن الوطن) أكثر من غيره، صدقوني الآن أصبحنا نثق في الغد والمقبل، لا لأن المدرب الوطني يحمل عصا سحرية تغير كل شيء، ولكن لأننا نثق بأن الوضعية غير، ولو على مستوى المعنويات، وأجزم بأن البقية ستأتي بخير... صدقوني!!