«استراتيجية التشاؤل»

مساعد العصيمي

TT

قد يكون تفسير العنوان أعلاه مرتبطا بكيفية قبولنا ما نحن إزاءه وبحسب منطلقاته وميله نحو التفاؤل أو التشاؤم.. لكن المضحك المبكي في إشكالية الكرة السعودية حين الاستحقاقات الخارجية أن المصائب، أو لنقل النتائج، السلبية ترتبط ارتباطا وثيقا بهذا الاتجاه، وعليه؛ فقد كانت الخسارة من سورية، ومن ثم طرد المدرب بيسيرو، تعبيرا عن أي الحالتين نحن عليها، وقد تستغربون أنها نحت إلى التفاؤل!

فمن قراءتي للرأي العام السعودي؛ فالخسارة أوجدت نبرة من التفاؤل نلحظها قائمة وبدرجة كبيرة، من حيث إن حراكا قد خبرنا مثله من قبل سيفضي إلى نتاج إيجابي، تحقيقا لنظريتنا الشهيرة: خسارة ثم طرد المدرب فالاستعانة بالجوهر، ومتى ما تحققت أضلاع هذه النظرية بتكامل دون نقص فلا بد أن يكون النتاج «فل الفللي»، على رأي إخواننا المصريين، وعلى رأي متفائلينا أيضا، لسنا نحن من يقول ذلك، بل الوثائق والتاريخ والمعاصرون.. ألم نطرد زاغالو وارتقينا؟ وطردنا كاندينو وتأهلنا لكاس العالم، وليو بنهاكر، وكالديرون، وماتشالا.. وغيرهم، إذن فإن ما يحدث استراتيجية كروية سعودية لا يعرف طعمها وقيمتها إلا من جربها، وعليه؛ فالنتاج في الطريق وما طرد بيسيرو إلا أمر قائم محبذ لأن بقاءه يخالف الاستراتيجية التي نعمل في إطارها.

أعود إلى التشاؤم والتفاؤل، فوفقا للطرد، فقد حدث ولا بأس من بعض تعبيرات كأن ينتفض اللاعبون انتفاضة يتردد صداها في كل أرجاء آسيا ويكون ضحيتها الآخرون بدءا من الأردني ويا ويلك ويل يا الياباني، وهذا كله في إطار استراتيجية التفاؤل.

أما ما يذهب إلى التشاؤم والخوف من حدوثه فأساسه أن لا نفوز في المباراة الأولى، أما ركنه الأهم بأن لا يكون الجوهر يعلم بأنه في انتظار المهمة قبل أن يتولاها، لأن مثل ذلك قد يقلب الأمر من التفاؤل إلى نقيضه، وهو أهم شروطه أن العلم بالأمر من قبل سيقض أساس الأفعال التي تليه! وإلا فكون الموضوع مطبوخا سيؤثر على الاستراتيجية وينحي بها من التفاؤل إلى التشاؤم!!

استراتيجية واضحة وسهلة هي سبيلنا لتحقيق البطولة وبغيرها ستصعب لكن فيها ومنها وعليها يبدو أن الإعلام ضمن المعمعة لأنه هو صاحب النسب الأعلى من التفاؤل والتشاؤم، فهو ما فتئ يطالب بإبعاد بيسيرو تحديدا بعد المباراة طيبة الذكر، لذا فلأنه شريك استراتيجي، فمن حقه أن يضع القائمة التي يريدها، وعلى الجوهر أن ينفذ، ولا بأس إن اختلفت التوجهات رغم كثرتها، لأن لكل إعلام قائمة مختلفة، أوليس من حقه؟!.. أليس شريكا معتمدا؟!

مفيد القول أن نبادر بالدعاء للجوهر ولاعبيه، لأنهم هم من يكونون تحت الضغط، أما المنظرون وراسمو الاستراتيجيات فهم سرعان ما يتوارون لأنهم عملوا ما عليهم لكن المدرب ولاعبيه هم من أخفق لأنهم أخطأوا في تنفيذ الاستراتيجية!

[email protected]