«فيه.. إيه؟»!

عادل عصام الدين

TT

تعجبني «لزمة» الأشقاء المصريين في حالات الاستغراب أو التعجب: «فيه.. إيه؟» «إيه.. اللي بيحصل ده» «حد.. يقولنا إيه اللي بيحصل»؟!!

في عام 1996.. كنا نتغنى بتطور الكرة الخليجية عندما وصلت السعودية إلى نهائي بطولة آسيا لكرة القدم وواجهت الإمارات علما أنها حصلت على البطولة قبل ذلك مرتين.

وما أكثر ما رددنا.. وتغنينا بتطور كرة القدم الخليجية، وما أكثر ما قلنا إن كرة القدم في غرب آسيا أكدت تفوقها على كرة القدم في شرق آسيا، ولذلك أسأل اليوم وأنا أرى 4 فرق خليجية تخسر في الجولة الأولى من بطولة آسيا وبنفس النتيجة «هدفان» وعلى طريقة الأخوة في مصر: «فيه.. إيه؟!».

أعرف أن التراجع بدأ منذ سنوات، ولكي أكون دقيقا.. تقدم الآخرون وخاصة في اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا والصين وحتى كوريا الشمالية.. ولم نتقدم كثيرا.. فحدث التراجع في النتائج.

كنا نضع منتخبنا في قمة التنصيف، لكن اليوم.. يضعه التصنيف مع الآخرين.. بيد أن المستوى لا يؤهله لأن يكون إلى جوار اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا.. وحتى الصين.

قلتها مرارا وتكرارا: كرة القدم السعودية بحاجة إلى انتفاضة، إلى تغيير شامل إلى غربلة، إلى تأسيس جديد، إلى دراسة المنظومة والاهتمام بها.

كرة القدم السعودية باختصار بحاجة إلى نهضة شاملة. لقد مللنا حكاية التغييرات المفاجئة أثناء البطولات، ولم يفاجئني أحد الإعلاميين العرب حين بادرني بالإجابة: «هذه عادة سعودية.. لا أستغربها».

هذه «العادة» حققت لنا الكثير من الانتصارات.

انتصارات وقتية.. وسرعان ما يرحل من كان وراء هذه الانتصارات.. فهل يعقل هذا؟!

تقدم الآخرون.. وبقينا «محلك سر».. فإلى متى يستمر الأمر؟! حتى ندرك أن إهمال «الأساس» لن يقودنا إلا للحلول الوقتية «غير المضمونة»؟!

بحضور ناصر الجوهر.. ومساعده الوطني يوسف عنبر الذي جاء هذه المرة «بسرعة البرق» بعد أن واجه الجوهر انتقادات شديدة في السابق لأنه لم يستعن بمدربين وطنيين نأمل.. وندعو الله أن يحقق الجوهر.. ما سبق أن حققه مدربو الوطن في مناسبات «الترحيل» السابقة.

المهمة هذه المرة.. صعبة.. صعبة جدا. إن تجاوزنا الأردن بترسانتها الدفاعية ماذا يمكن أن نفعل أمام اليابان.. أقوى منتخبات البطولة؟!

إحضار ناصر الجوهر في هذا الوقت.. اعتراف بأهمية الجانب النفسي في كرة القدم، إنه الجانب المهم الذي جعلنا نخسر المباراة الأولى.. غياب الروح القتالية.. غياب العزم والتصميم.

[email protected]