منحتُ صوتي لشنايدر

باولو كوندو

TT

لا خلاف على أن ميسي هو أفضل لاعب في العالم. ولكن إذا كان أكثر الجميع دهشة واضطرارا لتقبل الأمر هو بيبي غوارديولا مدرب برشلونة، فإن الحديث عن الدهشة - وأيضا عن وجود خطأ في الأمر - يصبح حتميا، لكن هذا هو ما حدث حقا. لقد فاز الأرجنتيني ميسي مرة أخرى بجائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة «فرانس فوتبول» - التي تمنحها بدءا من هذا العام إلى جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم - ومعه فاز نادي برشلونة. وفاز مورينهو بجائزة أفضل مدرب في العام، وجاء هذا الاختيار ليعوض نادي الإنتر عن الظلم الفادح الذي تعرض له باستبعاد لاعبه ميليتو من قائمة الـ23 لاعبا المرشحين في البداية وشنايدر من القائمة النهائية للمرشحين. لقد خسرت إسبانيا، وهذا هو أكثر ما في الأمر غرابة، حيث لم يحصل أبطال العالم على جائزة أفضل لاعب (بعد أن تفتت الأصوات بين لاعبي إسبانيا أنيستا وتشابي) ولم يحصلوا أيضا على جائزة أفضل مدرب.

إن أكثر ما يثير الدهشة والحيرة أيضا في فوز ميسي بالجائزة هو تاريخ جائزة الكرة الذهبية، التي تغيرت ملامحها الآن بعد أن انضم الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى مجلة «فرانس فوتبول» في الإشراف عليها ومنحها.

وبصفتي ممثلا لجريدة «لاغازيتا ديللو سبورت» وللصحافة الإيطالية فقد منحت صوتي في هذه الجائزة طبقا للمعايير التي جعلت من جائزة الكرة الذهبية خلال العقود الماضية بمثابة جائزة أوسكار في كرة القدم. فلم أختَر اللاعب الأفضل على الإطلاق - وميسي هو أفضل لاعبي العالم منذ فترة وسيظل كذلك لفترة أخرى - بل منحت صوتي لأكثر اللاعبين عطاء عام 2010 من أجل قيادة فريقه إلى الانتصارات. ومن هذا المنطلق لم يحقق ميسي المتألق مع فريق برشلونة نفس هذا التألق مع منتخب الأرجنتين في المونديال. وقد انتظرت منه التألق في المونديال حتى المباراة الأخيرة أمام ألمانيا، لكنني لم أشاهد منه سوى إحباط واستسلام، وفي ظل عجزه التام - رغم أنه أمهر لاعبي العالم - اعتقدتُ أن ميسي سيضطر إلى انتظار عام 2011 من أجل تكرار إنجاز الفوز بجائزة الكرة الذهبية.

وهكذا، وبعد تفكير وحيرة كبيرة، فضلت شنايدر على أنيستا ومنحتهما صوتي بالترتيب. وكان هناك شيء وحيد هو الذي حسم بداخلي المنافسة المتكافئة بشدة بين شنايدر وأنيستا، وهذا الشيء هو الكرة الرائعة التي لعبها شنايدر لروبين في نهائي كأس العالم وأهدرها مهاجم نادي بايرن ميونيخ. وكانت هذه الكرة الماهرة التي لعبها شنايدر في عمق دفاعات المنتخب الإسباني وكادت تحسم المونديال لصالح منتخب هولندا بمثابة تتويج لموسم مثالي لعبه شنايدر، فقد كان شنايدر قائدا فنيا ومعنويا لفريق الإنتر صاحب الثلاثية وسجل 5 أهداف في المونديال أوصلت منتخب هولندا إلى نهائي المونديال، وفي تلك المباراة صنع تلك الفرصة الرائعة لروبين. لقد فعل شنايدر خلال الشهور السبعة الأولى من عام 2010 كل ما كان بوسعه أن يفعله وبذل كل ما لديه من جهد وطاقة، لدرجة أن هبوط مستواه بعد ذلك لم يُثِر دهشة أحد. فمن وطئ القمر بقدميه يجد صعوبة في السير على الأرض. ورغم كل هذه المبررات فقد كنتُ مستعدا لتقبل فوز أنيستا بالجائزة، لأنه، بالإضافة إلى إحرازه أهم أهداف عام 2010 في نهائي المونديال، يلعب كرة قدم رائعة تبدو كنغمات موسيقية تتحرك داخل الملعب. وفي ما يتعلق بجائزة أفضل مدرب، لم يتمكن ديل بوسكي صاحب لقب المونديال من التغلب على مورينهو الذي حقق إنجازات رائعة خلال الربيع الماضي مع نادي الإنتر. وتم اختيار مورينهو كأفضل مدرب في عام 2010 لسبب بسيط، وهو أن الإنتر بقيادة مورينهو حقق الفوز على فريق برشلونة الأقوى، وعندما تتحقق المعجزات لا بد أولا من البحث عن الذي صنعها وأقنع الجميع بإمكانية تحققها.