من أفقد الكرة السعودية هيبتها؟

موفق النويصر

TT

مخطئ من يعتقد أن خسارة المنتخب السعودي أمس من نظيره الأردني، ومن قبله السوري، هي من أبعدته عن المنافسة على كأس الأمم الآسيوية المقامة حاليا في العاصمة القطرية الدوحة. ومخطئ من كان يعتقد أنه «لو» كنا قد تأهلنا إلى الأدوار النهائية، سنكون قادرين على تحقيق اللقب الآسيوي، الذي استعصى علينا بعد آخر مرة حققناه في عام 1996 من أمام منتخب الإمارات العربية المتحدة.

ما حصل في الدوحة هو سيناريو مشابه لجميع البطولات التي شارك فيها المنتخب السعودي خلال الـ15 عاما الماضية، حيث ضعف التخطيط طويل الأمد، والاعتماد على المسكنات الآنية، التي استعصى عليها الداء السعودي في هذه المرة.

لقد تسببت الخطط العلمية الموضوعة للنهوض بالكرة السعودية في إفقادها لهيبتها، وتحول المنتخب السعودي «مرعب» آسيا إلى حمل وديع لأنصاف منتخبات، كانت لا تجرؤ على مقارعته، فضلا عن الفوز عليه.

ما حذرنا منه منذ خروج المنتخب السعودي من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، هو ما حصل بالضبط في دوحة قطر، دون زيادة أو نقصان، حيث فقدنا 15 شهرا من الإعداد السيئ، دون أن ينجح الجهاز الفني بقيادة «العبقري» بيسيرو في رسم شخصية ثابتة لأداء المنتخب، بدءا من اعتماده على تجربة جميع اللاعبين المشاركين في الدوري السعودي، مرورا باللعب بتشكيل مختلف في كل مباراة، وانتهاء بفقدانه لمقومات المدرب القادر على الفوز.

ومن شاهد المنتخب السعودي في مباراتيه أمام سورية والأردن، ومن قبلهما المباريات الاستعدادية، يستطيع أن يرى بوضوح أن تجميع اللاعبين الجيدين، ليس كافيا للفوز في المباريات، ما دامت روح الانسجام مفقودة بين عناصره، ويستطيع أي فريق يمتلك مدربا يجيد قراءة المنتخب السعودي أن يغلق جميع المنافذ المؤدية إلى مرماه.

الغريب أن هذه السلبيات وغيرها كثير، كانت ظاهرة للعيان لجميع المهتمين بالشأن الرياضي، ومع ذلك تم تجاهل كل الأصوات الداعية لسرعة الإصلاح، فوصلنا إلى ما آلت إليه النتيجة أخيرا.

كل ذلك يدعونا إلى طرح العديد من الأسئلة المشروعة، من المسؤول عما يحصل للكرة السعودية؟ من أفقد الكرة السعودية هيبتها؟ من يتحمل إصابة 22 مليون سعودي بخيبة أمل؟ ولماذا صمت القائمون على المنتخب عن جميع السلبيات التي صاحبت مسيرة الفريق، حتى وصلنا إلى هذه النهاية؟.. أسئلة يتمنى كل سعودي أن يجد الإجابة عنها.

[email protected]