رسالة إلى الأمير سلطان بن فهد

مساعد العصيمي

TT

كان من غير الإنصاف أن نتجاوز في كل مرة.. أن نتناسى.. نحاول طمس الأمور.. فقد طفح الكيل.. لأن هناك عملا خاطئا وجب وأده.. نسأل: هل نحن إزاء خطة عمل حقيقية لكرة سعودية متطلعة؟.. الحقيقة لا.. والسبب ليس في المدربين.. ولا الإعلام.. ولا الجماهير.. السبب أن هناك إدارة ترى وتقرر.. وتنفذ إداريا وفنيا.. عوضا عن كل المنتمين.. هي من يعرف كل شيء.. ولا تلوي على شيء..

أسماء لأعضاء أقل ما يقال عنهم أنهم منفذون من نوعية «هازو الرؤوس» دون رأي أو فهم.. مدربون يأتمرون بما يرى الإداري.. ولا بأس إن أفضى إلى تغيير المنهجية التكتيكية والعناصرية.. المهم أن لا يخالفوه.. مدير منتخب.. يتعامل وفق مبدأ عريف الفصل.. في المدارس المتوسطة.. يكتب «أسماء المشاغبين».. ويضبط عملية الاستئذان.. حتى يحضر المسؤول، وبالطبع هذا المسؤول ليس المدرب.. بل المدير الأعلى.

هنا حق لي أن أخاطب رئيس الاتحاد الأمير سلطان بن فهد، ما الذي نحن إزاءه؟.. هل هناك استراتيجية أم نحن في كنف فوضى تنظيمية ستعيدنا، ليس إلى الخلف، بل ستجعلنا بعد اليمن وفلسطين كرويا؟.. والسبب ليس لأننا لا نملك الموهبة والتقنية، بل.. لا نملك حسن تنفيذ العمل وإدارته.. هل من الجميل أن يقرر المسؤول عن الاتحاد ماهية المنهجية الخططية.. ويقرر قبل المدرب أن هناك تبديلا لثلاثة لاعبين؟.. هل هو من يناقش المدرب فنيا لأربع ساعات؟.. ما الذي يحدث؟ لماذا نحن الوحيدون الذين نرص أغلى «الكنبات والكراسي» على خط التماس حين زياراتنا للفريق وبوجود جيش من الإداريين والمسؤولين والأصدقاء وكل يقرر وينصح ويشير؟.. أليس هناك مدرج ومنصة؟ أليس في ذلك تعبير عن المنهجية التي نحن عليها؟.. تلك التي تزيد من الضغط على اللاعبين والمدرب.

سمو الأمير.. إن من يوافقون على ذلك هم من الكارهين لنجاحكم لأن أساسيات العمل لا تنطوي على تلك المنهجيات التي أضرت بكرة السعودية. سمو الأمير.. كن رئيسا للاتحاد لكن دع المتخصصين يعملون، يديرون الكرة، يقفون على حاجاتها.. جرب مثل ذلك لعامين.. ولنرَ..

لن أبتعد ولأسال عن لجنة التطوير تلك التي عرفنا كثيرا من أسمائها المحلية التي لم تعرف النجاح في عملها الرئيسي.. فكيف وهي معنية بتطوير كرة وطن؟.. هل هم من ساهم في الإخفاق؟.. لا.. هم موافقون.. ولا بأس على أي قرار يصدر.. فهم لا يمانعون.. لكن لنكن جادين في ظل مسيرة العمل الكروي السعودي الحالي، فلا تتوقعوا الارتقاء والتطور.. لأن القرار لدينا وقتي ومتسرع.. وأحيانا غريب ومثير للشفقة، وأخشى أن يكون اللاعبون ككل مرة الضحية بالوقف أو الإبعاد!

حقيقة، لقد ضاعت الكلمات لأجل وصف الحال.. لكن هي حال كروية متردية يا سمو الأمير.. تحتاج إلى علاج حاسم قاصم.. وإلا سنبشركم بكثير من الإخفاقات لهذه الكرة التي باتت اليمن وفلسطين تتطلع للتفوق عليها!

[email protected]