لا.. للتسخين!

عادل عصام الدين

TT

ثمة حاجة للتسخين حين تكون أجواء البطولة باردة، والمباريات باردة، لكن الأجواء الساخنة لا تتطلب مزيداً من التسخين، لأن من شأن ذلك خلق الكثير من المشاكل والعداوات.

هذا الذي قرأته بالأمس لشيخ الرياضيين بدولة البحرين الشقيقة عيسى بن راشد آل خليفة، وأحد أبرز الوجوه في سماء الرياضة الخليجية، الرياضي المخضرم والقيادي الذي تحبه وسائل الإعلامي. كان الشيخ عيسى بن راشد يتحدث للصحافة تعقيباً على ما جرى بين الشيخ أحمد الفهد ومحمد بن همام.

فهمت من كلام عيسى بن راشد أن بطولات الخليج الماضية كانت مجالاً خصباً للإثارة والتحديات لرفع مستوى المنافسات، ولم تكن دورات الخليج في غنى عن التحدي والإثارة رغم العلاقة الجيدة بين القيادات الرياضية.

كان التحدي سمة من سمات دورات الخليج، تحد وتصريحات مثيرة بعيداً عن الإساءات الشخصية، والمؤامرات.

نهائيات بطولة آسيا لكرة القدم لم تكن في الأصل بحاجة إلى سكب المزيد من الزيت، لأن البطولة بطبيعتها ساخنة مثيرة، ناهيك عما حدث قبل بدايتها خلال الانتخابات الآسيوية.

أجواء بطولة آسيا «هذه المرة» كانت مختلفة بالفعل عن كل البطولات السابقة، ومن سوء الحظ أن الحكم الاسترالي لم يكن موفقاً في المباراة الأولى للكويت أمام أوزبكستان، ومن هنا تكهرب الجو مما دفع محمد بن همام ولأول مرة إلى الخروج بتصريح يؤكد فيه أن الحكم لم يكن موفقاً، وأن الظلم طال الفريق الكويتي.

اللافت للنظر أن الإثارة والأجواء المحمومة والتحديات والتصريحات النارية مقتصرة على المشاركين العرب، ويبدو أن الفرق الأخرى التي تتحدث بلغات أخرى وكأنها خارج نطاق المنافسة، رغم أنها الأكثر فوزاً، والأقوى حضوراً على أرض الواقع.

لست من يقول إن ثمة مؤامرة، ولا أظن أن أحد الجانبين سيكون ساذجاً حد الإطاحة بالفريق الكويتي.

المنتخب الكويتي الشقيق الذي «ودع» البطولة إلا أن حدث المستحيل دفع ثمن الثقة الزائدة، وكان واضحاً أن فوزه ببطولة الخليج خلق هذه الثقة، التي زادت عن حدها، ولن آتي بجديد إن قلت إن أخطر ما يمكن أن يواجهه أي فريق هو الثقة المفرطة.

الثقة في كرة القدم مطلوبة جداً.. ومهمة جداً، وكما يقول علماء وأساتذة الرياضة إن الثقة الناقصة لها مردود سلبي، والثقة الزائدة كذلك، في حين أن الثقة هي إحدى أهم عناصر التفوق.

صحيح أن الفريق الكويتي دفع ثمن هذه الثقة، لكن الظروف أيضاً لم تساعده في المباراة الأولى، وأقصد ظروف التحكيم بيد أن ثمة ما هو أهم.

الفريق الكويتي الذي فاز بجدارة ببطولة الخليج لم يكن الأفضل في مجموعته. تلك هي إمكاناته ولا أظن أنه سيكون بمجموعته الحالية قادراً على تحقيق نفس التفوق الذي حققه في بطولة الخليج، لأن الفارق كبير بلا شك بين مستويات فرق دورة الخليج، وفرق بطولة آسيا.

منتخب الكويت يملك مجموعة هي الأفضل خلال العقدين الماضيين، وقد ذكرتنا بالأجيال الذهبية للأزرق، لكن هذا الفريق الواعد يحتاج للوقت.. ولمزيد من الدعم.