الحل في الحل!

عبد العزيز الغيامة

TT

حينما أبعد المدير الفني البرتغالي بيسيرو، كان المسؤولون في اتحاد الكرة السعودي يمنون النفس بأن تعود «أحداث بيروت عام 2000» من جديد، لكنهم لم ينسوا بعد أن الوقائع التاريخية التي تشهدها بعض المنتخبات لا تتكرر، وإن طلت برأسها مرة بعد 16 عاما قد لا تعود مرة أخرى، وفي النهاية وقع الأخضر ضحية السرد التاريخي الممل الذي لطالما «انزعجنا» منه وهو يتردد دائما من أفواه المسؤولين!

وأنا أشاهد المنتخب السعودي وهو يلعب أمس في الدوحة كنت أرى لاعبين كبارا في الموهبة وفي الإمكانات، بيد أن هذه الميزات لم تخدمهم داخل الملعب، لافتقادهم للرؤية الفنية الشاملة، التي يجب أن تسير عليها الكرة السعودية دائما وأبدا!

ليس من اللائق أبدا أن يظهر الأخضر السعودي بهذا الشكل، حتى وإن تسيد لاعبوه بعض المجريات بلا خطورة تذكر أمام المرمى إلا في مرات قليلة!

أقول ليس من اللائق أن يخرج المنتخب السعودي من بطولة كبرى بطريقة «مذلة»، رغم مئات الملايين من الريالات التي صرفت عليه طيلة السنوات الماضية!

لا يمكن أن يتحمل المدرب كل شيء، وليس من المنطق أن يكون اللاعبون هم الضحية عندما لا يجد المسؤولون عذرا لهم بعد إقالة المدير الفني، فالتصحيح الذي تنتظره الكرة السعودية لا يخص مدربين أو لاعبين، بل هو تصحيح للرؤية، وتصحيح للتخطيط الحقيقي، وليس «مجرد الكلام»، الذي بات يسخر منه كل من له علاقة بكرة القدم. إنه تصحيح في كل شيء.. أي شيء.. المهم أن نغير حتى نلاحق المنتخبات الأخرى، ليس الكبيرة بالطبع بل حتى المتطورة!

بصراحة كنت سأقول هذا الكلام حتى لو فاز الأخضر أمس على الأردن، وحتى لو نجح في اكتساح اليابان برباعية أو خماسية، لأن ما نعانيه ليس من جراء نتيجة مباراة أو بطولة، بل نتيجة سنوات من الأخطاء التي تتراكم بلا حل!

من تابع تدريبات الأخضر السعودي في الأيام الماضية بالدوحة، ومن لاحظ أيضا نفس التدريبات للاعبين آخرين في «خليجي 20» بعدن، سيدرك أن جيوشا من الإداريين تقف في وجه اللاعبين من دون أي معنى لذلك!

هل سمعتم عن تصريحات لرئيس الاتحاد الياباني أو الكوري الجنوبي أو الشمالي أو الأسترالي أو حتى الهندي عن أي أمر يخص منتخب بلاده؟.. بالتأكيد لا، فيما نحن تجد الكل يتحدث، من ذلك الجيش الذي يتدخل حتى في الشؤون الفنية، وما قصة التغييرات الثلاثية أو الرباعية ببعيدة عنا!!

خلاصة القول إننا بحاجة لفكر جديد.. لرؤية واضحة وثابتة ومتوازنة.. لرؤية لا مجال فيها للمجاملات والمحسوبيات. نريد خططا لا تفرق بين أحد وآخر!

التطوير يبدأ من الأندية والمسابقات، ومن اللجان والفئات السنية. نريد لوائح حقيقية تقر على الجميع بلا استثناء.. نريد تفعيلا لما يسمى بالجمعيات العمومية.. مللنا من التزكيات والتكليفات.. نريد انتخابات ديمقراطية على الجميع.. والبقاء دائما للأفضل.. نعم الأفضل.. والحل في الحل!

[email protected]