الدوري الإيطالي يحطم التماثيل

لويجي غارلاندو

TT

«فلنفكر في الحاضر، ثم نرَ ماذا سيحدث في المستقبل»، هكذا أجاب فرانشيسكو توتي عن السؤال الموجه إليه بشأن مستقبله في نادي روما. يبدو الأمر وكأن صورة توتي التي تملأ لوحات الإعلانات التجارية قد طغت على صورته كقائد لفريق روما، ولكنهما يمتزجان معا في النهاية، فهما ينتميان للشخص نفسه. لقد رأينا توتي للحظات قليلة للغاية في نهاية المباراة التي خاضها الفريق يوم الأحد الماضي، وهو ما عقب عليه القائد بشيء من السخرية قائلا «هل بدأت المباراة الآن؟ لم تنته بعد. أليس كذلك؟»، ثم اختفى عن الأنظار وكأنه يقدم أحد إعلاناته التليفونية الشهيرة، فلم يكن ينقصه سوى ظهور زوجته إيلاري إلى جانبه. وإذا عدنا بالذاكرة إلى الخلف قليلا، نجد أن الموقف نفسه كان قد تكرر مع رونالدينهو عندما تم الدفع به في اللحظات الأخيرة من مباراة سمبدوريا - ميلان، ليشارك لمدة 4 دقائق فحسب. وفي كلتا الحالتين، كان يتعين على رانيري وأليغري الدفاع عن نفسهما وتوضيح قراراتهما الغريبة.

وهنا تجدر الإشارة إلى الهدف التاريخي الذي سجله أليساندرو ديل بييرو في مباراة يوفنتوس - ليتشي، فقد اضطر القائد إلى الانتظار حتى نهاية المباراة قبل أن يقرر المدير الفني الدفع به ليسجل الهدف رقم 178 في مسيرته مع السيدة العجوز. ولم تكن هي المرة الأولى التي يشارك بها ديل بييرو في نهاية المباراة، فضلا عن تضحيته باللعب مع الفريق في عدد من المباريات من أجل مساعدة ديل نيري على تحقيق التوازن المفقود في يوفنتوس الجديد. وفي بعض الأحيان، جاء اسم ديل بييرو ضمن تشكيل شاب للفريق في إحدى مباريات كأس إيطاليا. لقد نجحت منافسة الدوري في مكافحة الصورة الراسخة منذ سنوات في عقول الجماهير واللاعبين، ليصبح شعار الجميع هو «المشاركة لمن يستحق».

وبذلك نجد أن الحياة ليست هي الحاضر فحسب، بل يلعب بها رصيدك من الماضي دورا كبيرا. ولا شك أن توتي هو رمز لتاريخ نادي روما وكذلك ديل بييرو في يوفنتوس، أما رونالدينهو، فهو أحد المعالم الأساسية لحقبة كروية بعينها، وسيدورف هو البطل الذي قاد الميلان للفوز بالشامبيونز ليغ من قبل. إذن، ما تحتاجه كرة القدم الإيطالية هو الاحترام، والاحتفاظ بالمشاعر الشخصية. وقد تحمل المشاركة لمدة 4 دقائق معاني مختلفة عند كل لاعب، ولكن ذلك لا يغني عن ضرورة احترام الذات، فلا يصح أن يضع أي لاعب مدربه في مأزق وعليهم جميعا أن يعلموا أن تماثيلهم ملك للجميع.