الانهيار!

عادل عصام الدين

TT

ليلة الجمعة.. انهرنا جميعا.. صدمة تاريخية لا تنسى.. فقد خرج المنتخب السعودي من نهائيات كأس آسيا لكرة القدم.. كأول فريق.

حتى الكويت التي خسرت مرتين كان لديها بصيص من الأمل، وحتى أضعف فرق النهائيات، منتخب الهند، لم يكن قد خرج رسميا.

سمعت بعد انتهاء مباراتنا مع الأردن من يقول ويردد أنه توقع هذا الخروج، أما أنا، وبكل أمانة، فأقول: إنني لم أتوقع مثل هذا الخروج.. بل إنني كنت على الرغم من «كل شيء» متوقعا أن نكرر ما فعلناه في السابق على أمل أن يعود الأخضر ساخنا، مقاتلا عنيدا، كما كان في نهائيات سنغافورة مثلا.. ولكن!

كنت أعرف أن ثمة خللا في الجانب الإداري، وأن ثمة خللا في الأداء التدريبي، لكنني أبدا لم أتوقع أن يغيب الحماس.

كتبت العنوان التالي قبل بدء البطولة: «الحماس.. طريقنا للكأس»؛ لأنني كنت أحد الذين يراهنون ويتمنون أن يخلع اللاعبون رداء البرود والأمور الشخصية، وأن يكون كل لاعب «آخر سيف» ومقاتلا.. ولكن! لم أتوقع أبدا أن نخرج يوما، وفي مباراتين متتاليتين مع فريقين «سورية والأردن» كنا نتفوق عليهما باستمرار.

التدريب ليس مسؤولا وحده، والجهاز الإداري ليس مسؤولا وحده، واتحاد الكرة ليس مسؤولا وحده، واللاعبون ليسوا المسؤولين وحدهم.. إنها مسؤولية جماعية، لكنني كنت أتعشم وأتمنى وأنتظر انتفاضة من اللاعبين أنفسهم.. ولكن!

قلت: انتظروا نجومنا بعد العودة وهم يتحولون إلى أسود في الملاعب، انتظروا مباراة الاتحاد والهلال وبقية المباريات.. وسترون الحماس والقتال.. أين هذا الحماس والقتال في مباريات المنتخب؟! هل هناك خلل إداري؟!

كنت أدرك أن الأمور ليست على ما يرام.. لكنني توقعت أن يأتي الحل عن طريق نصف المعادلة.. أي العطاء.. ما أكثر ما رددت أن التفوق في مباراة كرة القدم يعتمد على: المقدرة.. ثم العطاء.. وأخيرا الظروف.

مقدرتنا لم تكن جيدة، والظروف لم تكن في صالحنا، لكن المشكلة أن العطاء أيضا لم يكن كما هو مطلوب ومنتظر.. فكان الخروج.. الصدمة.. والمزيد من الانهيار.

فوز سورية والأردن دليل قوي على أن الآخرين يعملون ويجتهدون.. ودليل على تقدمهم وتراجع كرة القدم السعودية، لا يجب في ظل هذه الصدمة، وبسبب العاطفة، أن نبخس الآخرين حقهم.

لقد تقدموا كثيرا.. وتراجعنا كثيرا، وذهبنا إلى الدوحة على أمل أن يحسن المدرب الاختيار، والقراءة، وأن ينتفض اللاعبون. ولكن حدث ما لم يتوقعه أي متشائم.. خروج بعد مباراتين!!

الحقيقة أن كرة القدم السعودية، كما طالبت من قبل، بحاجة إلى حلول طويلة الأجل.. إلى «نهضة» وليس إلى حلول مؤقتة تطال التدريب أو اللاعبين أو الجهاز الإداري!!

[email protected]