خبراء بلا رأي

عبد العزيز الغيامة

TT

هل كان المدير الفني البرتغالي خوسيه بيسيرو الذي فشل في قيادة الأخضر الكبير إلى التأهل لكأس العالم 2010 بحاجة إلى تصويت من قبل فريق عمل تطوير المنتخبات السعودية لأجل إبقائه، أم أن الأمر كان يستلزم قرارا سريعا لا يتعدى إقالته من منصبه والبحث عن مدرب كبير وخبير وعالمي؟!

هذه الأسئلة كان مفترضا أن تجد الإجابة الحقيقية في الربع الأخير من عام 2009، أي قبل أكثر من عام و3 أشهر.. تصوروا أن اتحاد الكرة السعودي «صاحب الـ19 عضوا» عجز عن اتخاذ قرار جماعي ضد هذا المدرب ليضطر مسؤولوه إلى إحالة الأمر إلى فريق «التدمير»، عفوا التطوير، بهدف إقرار بقائه من عدمه ليخرج كل الأعضاء بتصويت البقاء.. لا والله، إنه تصويت أقل ما يقال عنه «تصويت النظرة القصيرة»!

لم أتمن أن أتحدث عن فريق هذا العمل وما صرف عليه وعلى خبرائه في اجتماعاتهم وتنقلاتهم وذهابهم وعودتهم، ولكنني سأتحدث عن أمر لا يحتاج إلى خبراء، بل إلى رأي حكيم وعاقل ومدرك لما يسمى بمدرب المرحلة وهل كانت المواصفات تنطبق على بيسيرو أم لا؟!

أول من أمس تفاجأت كغيري من تصريحات حاتم خيمي وهو أحد المسؤولين الإداريين في نادي الوحدة ولاعب سابق حينما أكد أن عددا كبيرا من الأعضاء الذين عملوا في فريق عمل تطوير المنتخبات السعودية كانوا ضد بقاء بيسيرو، ولكن لأن القرار تغير في الدقائق الأخيرة قبل الاجتماع فقد صوتوا لبقائه رغم أن خيمي كان الوحيد الذي كان معارضا للبقاء ومعه تقريبا عادل البطي!

يا الله.. خليل الزياني وعبد الرزاق أبو داود وخالد الشنيف وخالد القروني والحسيني وحسين الصادق ووجدي الطويل صوتوا لبقاء هذا المدرب.. هل يعقل أن هؤلاء أو جلهم غيروا رأيهم قبل دقائق معدودة من عقد الاجتماع؟!

إنها مفاجأة يا حاتم.. والله يا خيمي لو سألت رجل الشارع العادي لما وافق على بقائه ولكنهم الخبراء.. خبراء على ماذا يا ترى.. خبراء ويغيرون أصواتهم في لحظات قبل اجتماع..؟!

قلت قبل أشهر في إحدى المقالات إننا لسنا بحاجة للجان ولا إلى فرق عمل.. الواقع مكشوف ولا يحتاج سوى إلى قرار كبير ينهي كل مشكلات الكرة السعودية ولكن متى.. نعم متى يأتي هذا القرار الذي لا يملكه هؤلاء لا هنا ولا هناك؟!

علة الكرة السعودية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.. ولا يحجبها غربال أو ما شابه، ولكنها تحتاج إلى قرار نافذ لا خبراء على شاكلة فريق التطوير؟!

[email protected]