«لن ينصلح الحال».. مرة أخرى!

عادل عصام الدين

TT

شكرا من الأعماق، فقد بذلت وتعبت وقدمت الكثير لرياضة الوطن. وفقك الله ورعاك.

أما كلمتي بالأمس «لن ينصلح الحال»، التي تركزت على كيفية النهوض بالرياضة السعودية عموما، وكرة القدم على وجه الخصوص، فهي الكلمة التي أرى أنها تصلح لأن أكتبها اليوم.

هي الكلمة المناسبة بعد تقديم التهنئة للأمير نواف بن فيصل لكي أقدم بعضا مما عندي.

أقدم التهنئة للأمير الشاب الذي اكتسب الكثير من الخبرة والنضج واستفاد من قربه من الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله - والأمير سلطان بن فهد - سلمه الله - وبات قائدا رياضيا للمرحلة المقبلة.

أقول له: مبروك، وأنت أهل للثقة بإذن الله.. وأؤكد مجددا أن الحال لن ينصلح، ولن نحقق ما نصبو إليه، ولن نصل إلى ما نريد إلا إن كانت هناك استراتيجية شاملة للنهوض بالرياضة السعودية.

لقد انتهت مرحلة.. ونحن بانتظار الكثير من «الغربلة»، نحن بأمس الحاجة إلى الاهتمام بالرياضة التنافسية جنبا إلى جنب مع رياضة الممارسة.

وإذا كنت أجد نفسي ضمن المطالبين بضرورة الاستعانة بمدرب عالمي كبير في كرة القدم مع منحه صلاحيات واسعة والتوقيع معه لفترة طويلة على أن تكون هناك خطة طويلة المدى، فإنني أرى أن معاناتنا لا تقتصر على كرة القدم فقط، ثم إن المشكلة ليست في الجانب التنافسي فحسب، بل إن أساس المشكلة يكمن في جانب الممارسة.

لقد حققنا الكثير من الإنجازات في الماضي؛ لأن الإمكانات المادية والبشرية كانت مواكبة لتلك المرحلة، أما اليوم فقد بات من الصعب جدا مسايرة الآخرين في ظل الإمكانات السابقة. إنها إمكانات محدودة جدا لا تمكننا من تحسين المستوى التنافسي على الصعيد الدولي؛ لذلك فإن التفكير بإحضار مدرب عالمي مع منحه صلاحيات واسعة واحتضان الأسماء الواعدة مجرد حل وقتي لا يضمن لنا حضورا مؤكدا، ناهيك عن أن اللعبة التنافسية لا يجب أن تنحصر في كرة القدم وحدها.

يتحتم علينا أن نقتنع بأن ثمة ألعابا أخرى بحاجة إلى رعاية واهتمام، وأن قطاعات أخرى عليها أن تشارك في التنمية الرياضية من خلال تشجيع الممارسة.. وأخص بالذكر أمانات المدن ووزارة التربية والتعليم ووزارة المالية، إلى جانب الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

يتعين علينا أن نفسح المجال للقطاع الخاص للدخول في مجال الرياضة التنافسية على نحو واسع، وأن نستفيد من تجارب الدول المتقدمة التي تشجع رياضة الممارسة عن طريق الهيئات الحكومية وتشجع رياضة المنافسة عن طريق القطاع الخاص والهيئات الرياضية المختلفة.

علينا أن نغير نظام أنديتنا الرياضية، ونشرع في تأسيس الخصخصة على أن تكون البداية من التخصص. لا مجال لأن نشرع في الخصخصة من دون أن يواكب ذلك اهتمام كبير بالتخصص.