دروس وعبر!

صالح بن علي الحمادي

TT

الحياة هي هكذا.. شاء من شاء وأبى من أبى!

دروس وعبر، جد واجتهاد، مثابرة وصبر..

الخاسر في الماضي كاسب اليوم، والكاسب اليوم «قد» يخسر في المستقبل ما لم يتعظ ويعتبر، وربما حتى لو اتعظ!!

كاتب هذه السطور وهو يجيب عن أسئلة الزميل يعقوب السعدي على شاشة قناة «أبوظبي» الرياضية «عبر الأقمار الصناعية» من الرياض و«المدرب القدير» خليل الزياني حاضر إلى جانب السعدي في الاستوديو «وعلى الهواء مباشرة» وقبيل البطولة بأيام، قال إن المنتخب السعودي لا يمتلك الأدوات اللازمة عناصريا وفنيا وإداريا لإحراز اللقب الآسيوي، لكنني «والله» لم أتوقع «أبدا» أن تأتي المباراة الثالثة لمنتخب المملكة العربية السعودية أمام اليابان وهو متذيل الترتيب «من دون نقاط» وبهدف وحيد مقابل ثلاثة عليه (-2) خلف المنتخب السوري والمنتخب الأردني!

قدر الله وما شاء فعل، ولله الحمد والمنة أولا وأخيرا، لكن ثم ماذا بعد كل هذا وبعدما جرى ما جرى؟!

اليوم الأندية السعودية تتحصل على عشرات الملايين، وهي ما زالت للقطاع العام، وهناك من يتحكم فيها كما لو كانت أملاكا خاصة وهي لم تخصص بعد، فما بالكم بعد التخصيص؟ وهل السعوديون جاهزون «إداريا» وثقافيا وجماهيريا وإعلاميا لذلك؟

الأكيد لا «لِسّا» بدري. ومع الأسف، القليلون «جدا جدا» من عن ذلك يدري! من لا يعجبه هذا الرأي يتفضل يقنعنا.

هل هناك أولويات «شبابية» أكثر أهمية؟!

عندما نعرف الإجابة الرسمية سنقرر عن ماذا نكتب؛ كرة القدم ككرة قدم، أو رياضة وشباب.. مستقبل أمة ومستقبل وطن.. شباب اليوم «هُم» رجال مستقبله!

عودة إلى الدروس والعبر.. بالمناسبة ومن خلال نقاش مع رجل خبير كالزياني خليل؛ ذات السيناريو الذي سبق.. إخفاق المنتخب الأول في بطولة كأس الأمم الآسيوية الثالثة عشرة (عام 2004) عندما خرج المنتخب من الدور الأول، تكرر مرة ثانية إعدادا وتحضيرا.. والنتيجة، تكرار الخروج المبكر ذاته من بطولة كأس الأمم الآسيوية الخامسة عشرة (عام 2011)!

يا سادة ويا أحبة ويا كرام سلام من الله عليكم، وعليكم «منا» سلام، يوما بعد آخر، وبطولة تلو الأخرى، تثبت لنا النتائج والأرقام أن الملايين في كرة القدم أو الرياضة ليست «هي» الأساس لصنع الإنجازات؛ بل أحيانا هذه الملايين تكون هي المعول الأول للهدم والتراجع والسقوط المرير.

في الأندية تم تضخيم مردودات اللاعبين المادية لتصبح مئات أضعاف المردودات الفنية للأندية، والمتضرر في النهاية المنتخب. في الاتحاد والأهلي.. في النصر والهلال.. في الشباب، عقود بالملايين جراء العناد والتحديات بين رؤساء حرصهم الأول على الظهور بأي صورة، المهم الظهور.. لنا عودة!

[email protected]