سعودي.. لأجل سورية والأردن

مساعد العصيمي

TT

أثق بأن المنتخب السعودي قادر على إعادة ترتيب المجموعة التي ينتمي إليها.. وفق ما يريد هو.. لا ما تريد اليابان. في حساباتي هذه لن أركن إلى الاستراتيجية الضعيفة التي كان عليها خلال اللقاءين السابقين، بل أجزم أن عنفوانه سينطلق من الجانب المهاري الذي عليه لاعبوه، هذا الجانب المهم الذي ما زال يضع لاعبي السعودية في الصفوف الأولى قاريا، غير ذلك أن المنتخب السعودي لم يعد لديه ما يخسره؛ فهو يحمل أوراق خروجه، وكما قال الشاعر: «لا خيل عندك تهديها ولا مال.. فليُسعد القول إن لم تُسعد الحال»؛ فالأمر بات سيان، الخروج وقد حصل.. ولا بأس أن يكون الضحية أحد الكبار، وليكن للانتفاضة المتأخرة نتاج إيجابي، والأكيد أن القيمة ستكون كبيرة جدا، إذا ما كانت الضحية بقيمة المنتخب الياباني.. ليس إلا لأجل العودة ببعض تقدير بعدما فقد المنتخب السعودي شخصيته الاعتبارية تلك التي جعلته سيد آسيا ردحا من الزمن.

لتحقيق ذلك، لا بد أن يكون لدينا أهداف منتظرة من هذا الفوز، من أهمها إعادة بعض الهيبة المفقودة، ومن ثم كهدية للرئيس العام الجديد، الأمير نواف بن فيصل، أيضا وهو الأهم أن يكون هناك عمل إيجابي خلّاق للمنتخب السعودي خلال هذه البطولة، يتمثل في مساعدة المنتخبين العربيين، سورية والأردن، على بلوغ الدور الثاني. يقوم السعودي بما يمليه عليه الواجب وعلى الآخرين؛ أن يكون عند حسن الظن، فهو قادر على أن يضعف حسابات الياباني ويتفوق عليه، لأن من المصلحة العربية في هذه المجموعة أن تخسر اليابان.

ما كتبته أعلاه ليس أماني بقدر ما هو فعل متوقع الحدوث وبنسب كبيرة؛ فمع الاحترام للمنتخب الياباني وما شاهدناه منه، فهو أقل بكثير مما كان عليه إلى وقت قريب.. منتخب ضعيف الارتداد.. متواضع المهارة.. ويبدو أن كرة بلاد الشمس لم تعد ولادة كما كان عليه كبارها من تيكاهارا والموهوبون السابقون.

أقول إن أقصى السعودي الياباني فهو قد لامس بعض التسامح من قبل محبيه.. لأنه بذلك سيثبت إن مشكلته فنية لا عناصرية. ولأجل أن يمسح هؤلاء المهرة بعضا مما علق بهم خلال هذه البطولة، سواء ما ذهب إلى التشكيك أو المطالبة بالإبعاد.. وأنا من جهتي أدرك أن المعاناة كانت فنية.. وهي معاناة قائمة وملموسة، وعليه، لا أحد يستطيع إنكارها.. ويكفي أن البرتغالي كان الوحيد الذي اتفق النقاد والمحللون على ضعفه ووجوب تبديله قبل المحفل الآسيوي، حتى من قبل أن تبدأ البطولة.

الكرة الآن في مرمى اللاعبين، وهم من يستطيعون أن يؤكدوا أن كرة السعودية حاضرة وبقوة، حتى وإن أخفقت في البداية، ونحن من جهتنا نتمنى ذلك.. وما نتمناه أكثر أن تتواجد سورية والأردن في الدور الثاني.

[email protected]