أسبوعان فقط وتدور عجلة المنافسات الكروية السعودية، وأظن أن الفرصة مناسبة لاتحاد الكرة السعودي برئيسه الجديد الأمير نواف بن فيصل في الظهور إعلاميا من خلال مؤتمر صحافي أو بيان رسمي صادر عن الاتحاد يطالب فيه من كل المعنيين في الأندية من رؤساء وأعضاء شرف وإداريين ومدربين ولاعبين وجماهير بضرورة الانضباط والالتزام باللوائح واحترامها!
أقول إنه من الواجب في رأيي أن يكون هناك دعوة رسمية من قبل المسؤول الأول عن الكرة السعودية في الفترة التي تسبق استئناف المنافسات المحلية حتى تكون البداية قوية ومثيرة وانضباطية لتنعكس في النهاية حتى على مستوى التعامل الجماهيري مع الفرق والاتحاد الكروي السعودي.
في تقديري نحن بحاجة إلى ترسيخ مفهوم النظام على الجميع.. يجب أن نتجاوز إشكاليات تأجيل المباريات أو تقديمها.. طلب الصفح أو العفو عن عقوبة بحق لاعب أو مسؤول فريق كما كان يحدث سابقا أمور علينا تجاوزها حتى يحترم الجميع اللوائح.
لن يرتقي في تصوري بالكرة السعودية إلا فرض النظام، ولن نسلك طريق النجاح والتميز إلا عندما نعامل كل الأندية بسواسية دون تمييز أو استثناء مهما كان الظرف.
حينما طلب الهلال في سبتمبر (أيلول) الماضي تأجيل مباراته أمام الاتحاد في دوري زين كنت من أشد المعارضين للطلب على اعتبار أن كل أندية آسيا كانت تخوض منافسات ومباريات حاسمة ومصيرية داخلية وخارجية وسط أيام قليلة لا تتعدى ثلاثة وأربعة أيام، ولم تطلب من اتحاداتها التأجيل لأنها كانت منضبطة وتحترم جدولة المسابقات المحلية وبالتالي كانت مبارياتها المحلية تسير وفق برنامج معد مسبقا.
الأمر لا يتعلق أيضا بتأجيل مباريات، بل أيضا باحترام الملاعب.. كل رؤساء الأندية عليهم تحمل المسؤوليات المنوطة بهم.. ليس من حقهم مناقشة الحكام ولا مهاجمتهم ولا حتى توجيه الاتهامات ضدهم.. عليهم أن يدركوا أن القانون فوق الجميع.. حينما يخطئ حكم بالتعمد فالقانون هو من سيعاقبه.. لا يمكن أن نتعمق في نيات قضاة الملاعب، ولو فعلنا ذلك لفقدنا الثقة في كل حكام العالم لا الحكام السعوديين وحدهم.
قوة اتحاد الكرة السعودي لن تكون حاضرة وموجودة إلا بتطبيق النظام لا بتفعيل الاستثناءات وطرق باب المجاملات والمحسوبيات، وأجزم أن رؤساء الأندية مطالبون في ذات الوقت بضرورة عدم اللجوء إلى رئيس الاتحاد لوقف قرار يتوقع أن يصدر بحقهم أو بحق اللاعب أو المدرب أو النادي من قبل أي لجنة، وفي المقابل على رئيس الاتحاد تجاهل هؤلاء وعدم الالتفات إليهم.. فرض النظام سيجعلك قويا أمام الجميع.. سيجبر كل الجماهير على التصفيق لك حتى لو عاقبت فريقه.. أتدري لماذا؟ لأنك لم تستثنِ أحدا ولم تجامل على حساب آخر.. إنه النظام، وعلى المظلوم اللجوء إلى الهيئات القضائية في اتحاد الكرة، وإن لم يعجبك قراراتها اذهب إلى لوزان السويسرية، فالمحكمة الرياضية الدولية «الكأس» ستمنحك حقك، أو ترفضه إن كان مخالفا للنظام.